اراء

خبز بطعم الدم.. لا أعياد في غزة

بقلم: آسيا العتروس..

ذهبوا للحصول على كيس دقيق فعادوا في أكياس الموت.. المساعدات الغذائية التي يتم إسقاطها فيُهرع اليها الجائعون في غزة فخ لاقتناص وقتل المزيد من الفلسطينيين.. ذلك هو المشهد في غزة المسحوقة تحت نيران الاحتلال الاسرائيلي  الارعن قصفا وهدما وردما، احتلال يكشف كل يوم عن درجة أعلى من التوحش والإمعان في حصد الارواح حتى أنه لم يعد في غزة أخضر أو يابس ليُحرق ..

وبين عام وعام و بين عيد و آخر لا جديد في غزة ،وحده الموت سيد المشهد حيث لا يملك أهل القطاع رفاهية الخيار بعد أن فرض عليهم الموت قصفا بالقنابل المحرمة دوليا أو الموت جوعا في محاولة اخيرة لاقتناص كيس من طحين وهم يعلمون أنهم يدفعون للوقوع في فخ قنابل المساعدات الغذائية التي ترسم فصلا آخر من فصول حرب الابادة المستمرة على المباشر في غزة.. طبعا لا أعياد في غزة ولا حق لاهلها واطفالها في عيد الفطر في هدية العيد وكسوة العيد ومهبة العيد تماما كما هو الحال في عيد الاضحى حيث تحول الفلسطينيون الى قربان على عتبات معابد المؤسسات الاممية والحقوقية العاجزة ويدفعون ثمن ما سمي بالمحرقة اليهودية التي لم يكن لهم فيها دور و لا مسؤولية ولا ذنب سوى أنهم كانوا الطرف الاضعف الذي التقى حوله صناع القرار في العالم لاجتثاثهم من أرضهم ومنحها لغيرهم بدعوى أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض… أكذوبة ظل الصهاينة يرددونها وهم على قناعة بزيفها وقد كانوا يرون ويسجلون ويواجهون تعلق شعب فلسطين بأرضه رغم كل الجرائم والمحارق التي مربها..

في عيد الاضحى وفي كل يوم كتب على الفلسطينيين وحدهم أن يواجهوا المحرقة تلو المحرقة ولا يجدون لهم منقذا في وجه الطغيان ..

قبل أيام منعت سلطات الاحتلال دخول وفد وزاري من الدول العربية والاسلامية الى رام الله لعقد اجتماع مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يفترض أنه معترف به من طرف الغرب حليف الكيان الاسرائيلي وذلك تمهيدا للمؤتمر المرتقب برعاية فرنسا والسعودية نهاية الشهر الحالي في الامم المتحدة في نيويورك لاعلان الدولة الفلسطينية مع تواتر الاعترافات من العواصم الغربية بالدولة الفلسطينية كحق مشروع غير قابل للتفريط وهذه ليست أول مرة تمنع فيها سلطات الاحتلال مسؤولين اجانب من دخول الاراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك مسؤولون أوروبيون ووزراء من اسبانيا وبلجيكا وايرلندا منعوا من العبور الى غزة الى جانب مسؤولين أمميين وبينهم الامين العام للامم المتحدة غوتيريس الذي منع من دخول المخيمات ومن الوصول الى مربع المحرقة في غزة والمقررة الاممية لحقوق الانسان في فلسطين المحامية الايطالية فرانشسكا ألبانيز التي نشرت اكثر من تقرير عن جرائم الابادة في غزة وكذلك المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الذي تجرأ على اصدار برقيتي اعتقال في حق مجرم الحرب رئيس الوزراء الاسرائيلي ناتنياهو ووزير حربه غالانت ليجد نفسه ملاحقا بدعوى التورط في جرائم أخلاقية..

وكل الاسباب والمبررات مطلوبة لمحاصرة غزة وكل الاراضي الفلسطينية المحتلة وعزلها ومنع أي تواصل لها مع العالم الخارجي في اطار سياسة احتلالية توسعية لاقامة إسرائيل الكبرى التي يبدو أن الاحتلال يعتقد أنه بصدد التمكن منها أكثر من أي وقت مضى في ظل غياب القانون الدولي وفي ظل الهشاشة الدولية والانهيار والسقوط العربي غير المسبوق بما يجعل غزة تواجه تتار العصر لوحدها وتصمد في مواجهة أعتى جيوش المنطقة مدعومة من أعتى وأقوى جيوش العالم وفي مقدمتها الحليف الامريكي الممول الاكبر للاحتلال عسكريا ولكن ايضا سياسيا وديبلوماسيا والاهم الممول الاساسي للاحتلال بتمكينه من الوقت الكافي لتنفيذ أهدافه في غزة ومنها الانطلاق لتنفيذ مخططه في الضفة التي تبقى عنوان الحرب المنسية في المرحلة الراهنة ليصل الامر الى حد تدنيس الاقصى من جحافل المستوطنين ومنع رفع الاذان بدعوى وقف الضجيج وهي كلها مؤشرات عن تنامي الحرب الدينية التي يقودها كيان الاحتلال في المنطقة… غزة تموت.. غزة تجوع.. غزة تحترق غزة تستغيث ولا مغيث فقد بلغنا درجة من المهانة ليس بالامكان تجاوزها وبلغنا من إفلاس الانسانية ما تعجز عن علاجه كل المضادات الحيوية..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى