خليجي 26.. حتمية التطوير أو الأرشفة
بقلم / حسين الذكر..
عند تشكل بلدان الخليج بجانبها العربي بشكلها الأخير منذ نهاية ستينيات القرن الماضي او مطلع السبعينيات تقريبا.. كانت الحاجة ملحة لتطوير شعوبها وانفتاحها على بعضها بمختلف التوجهات خاصة الإعلامية والشبابية والثقافية التي منها الملف الرياضي وغيره من نشاطات كانت ممهدة لإعلان الوحدة بعنوان مجلس التعاون الخليجي.. من هذا المخاض ولدت فكرة انطلاق بطولة الخليج بكرة القدم.. وكانت فكرة خلاقة جدا بل تعد جزءا أساسيا من الأسلحة الناعمة التي دخلت قيد التنفيذ بجرأة وجدارة وقد أسهمت وحققت الكثير من الأهداف المتوخاة .
ظلت هذه البطولة تحمل طابعا أخويا جماهيريا تنافسيا طيلة عقدين من الزمن والتي أشرك المنتخب العراقي فيها كضربة معلم لا تقل عن عبقرية ولادة وفلسفة البطولة.. فقد أضاف لها فعلا بريقا وقوة إعلامية وجماهيرية فضلا عن المنافسة الفنية التي تجلت بها البطولة الرابعة في الدوحة 1976 .
في التسعينيات وبعد غياب العراق لاسباب سياسية بحتة وتطور وتطلع بلدان المنطقة.. فقدت البطولة الكثير من بريقها وتأثيرها بل وطموحات الدولة المشاركة فيها.. حتى ان اغلب الدول شاركت بمنتخبات الصف الثاني بعد ان تطلعت وطمحت وقفزت للبطولات القارية والدولية الرسمية .
قطعا دول الخليج لم تكن كما كانت عليه قبل خمسين عاما حيث شمل التطور جميع مفاصل الدولة والمجتمع والبنى التحتية جراء السياسات الناجحة للحكومات والاستقرار السياسي والأمني الذي نعمت به.. مما جعل سقف الطموحات يتجاوز بطولة الخليج التي ظل تأثيرها الإعلامي أوسع من حجمها الفني. فقطر نظمت بطولة آسيا وكأس العالم والسعودية تشرفت بتكليف بطولة مونديال 2034 والامارات بطولاتها متنوعة.. ذلك وغيره جعل من خليجي تعد بمثابة بطولة ثانوية شرفية وربما اعدادية لبطولات اهم واكبر .
هذا الواقع ليس محظ خيال فضلا عن كونه على لسان الكثير من اعلاميي وصحفيي ومفكري ومسؤولي الدول المعنية وان لم يخرج للعلن بصراحة ..
في بطولة خليجي البصرة التي كانت الأقوى إعلاميا وجماهيريا لاسباب موضوعية جعلتها بهذه المنزلة أكد خليفة بن حمد رئيس الاتحاد الخليجي على هامش البطولة قائلا: (ان خليجي البصرة ستشكل حرجا لكل البطولات القادمة سيما من الناحية الإعلامية والجماهيرية). وقد كنت حاضرا المؤتمر حينها وقد عقبت بما أثنى عليه الشيخ حمد ودونه بمفكرته.. اذ قلت: (ان بطولة الخليج لم تعد أولوية لدى القيادات السياسية والرياضية الخليجية بسبب سقف المطامح المشروعة.. مما جعلها بطولة تتآكل ذاتيا) واقترحت تشكيل لجنة اجتماعية من المفكرين والرياضيين والاعلاميين… للدول المشاركة لعقد مؤتمرات تخرج باقتراحات جديدة بما يسهم بإنعاش بطولة الخليج قبل ركنها في الأرشيف الرياضي)!