تيميروف نموذج المحترف الحقيقي

بقلم/ سامر إلياس سعيد..
بعد مرور ست جولات على دوري نجوم العراق، بدأت المستويات الخاصة باللاعبين المحترفين تبرز بعد كل جولة، لتشير إلى فاعلية بعض اللاعبين، وعدم قدرة آخرين على التماهي مع مستويات فرقهم، أو على أقل تقدير، الانسجام والتواصل مع أقرانهم اللاعبين لإبراز قدرة فريقهم الذي يمثلونه في المطاولة وحسن الأداء، في دوري ماراثوني يتطلب نفسًا طويلاً للتمكن من إنهائه بالمستوى الذي تطمح إليه إدارة النادي وجماهيره وكل من يتابعه.
ومع الأسف، ظهرت مستويات ضعيفة لبعض المحترفين الذين استعانت بهم أندية الدوري، ما أشار إلى أنهم غير جديرين أصلاً بتمثيل أي نادٍ، لنضوب مستواهم أو لعجزهم عن إبراز القدرات التي كانت سببًا في دعوتهم إلى الفريق، ليتضح العكس، وتُثار التساؤلات حول من يقف وراء التعاقد مع هؤلاء المحترفين، أو حول آلية تقييم مستواهم ومدى الحاجة الفعلية لهم.
ومن بين الأمثلة على ذلك، الأندية الجديدة على الدوري، إذ لم يظهر منها أي لاعب محترف يمكن الارتكاز عليه أو منحه الاهتمام المطلوب، كونه من المفترض أن يكون المنقذ والمرتكز الرئيس في صناعة اللعب أو ترجيح كفة الفريق، أو غيرها من الأدوار التي تجعل منه لاعب طوارئ ينقذ فريقه من الخسارات أو النتائج المتذبذبة.
في المقابل، برزت نماذج مهمة من اللاعبين المحترفين، مثل اللاعب الأوزبكي شيرزود تيميروف، الذي لا تكاد تمر مباراة لفريقه أربيل إلا ويجد المعلق نفسه يشيد بأدائه ومستواه المميز، حتى بات الفريق الشمالي يعتمد عليه كليًا في المواقف الصعبة التي يتمكن فيها من إنقاذ فريقه وترجيح كفته في النهاية.
ومن الجدير بالذكر أن اللاعب الأوزبكي يتصدّر ترتيب هدافي الدوري بخمسة أهداف قابلة للزيادة مع كل جولة، ما يؤكد أن من استقطبه ووجّه الدعوة له للاحتراف مع نادي أربيل كان يؤمن بقدراته ويدرك تمامًا مدى فاعليته. لقد نقل تيميروف تجربة الملاعب الأوزبكية إلى ملاعبنا، وهي تجربة تستحق التأمل، فبرغم تقارب مستوى المنتخب الأوزبكي مع منتخبنا، إلا أنهم يمتلكون القدرة على تجاوز المعوقات والمصاعب، ويمرون بفترات انتقالية حافلة بالمتغيرات، سواء في الكادر التدريبي أو الفني، ومع ذلك يوظفونها لتحقيق الفائدة القصوى في استحقاقاتهم، بخلاف ما نمر به.
ولعل أبرز ما يُذكر أن مدرب منتخبهم في أدوار التصفيات كان كاتانيتش، الذي وُصف أسلوبه حينما قاد منتخبنا بالعقيم لاعتماده الكلي على الشقّ الدفاعي، حيث حفلت أغلب مبارياتنا آنذاك بالتعادل، مع تحقيق الفوز في استثناءات قليلة بهدف وحيد، بينما طبّق النهج نفسه مع منتخب أوزبكستان ولكن بأسلوب أكثر فاعلية، إذ كان يعتمد على الدفاع المنظم والارتداد السريع لتحقيق الأهداف، وهو ما ميّز أداء المنتخب الأوزبكي.
لقد نجح اللاعب الأوزبكي مع فريق أربيل وحقق العلامة الكاملة بثبات مستواه، وسرعة ارتداداته، وقدرته على مواجهة المدافعين واستخلاص الكرات، الأمر الذي جعل من تيميروف مكسبًا مهمًا للفريق، سيمكنه من المضي بعيدًا نحو طموحه في تحقيق لقب الدوري للموسم الحالي.



