اراء

ماذا لو نقض نتنياهو اتفاق وقف اطلاق النار وعاود الهجوم على غزة ؟

بقلم/ د.محمود الهاشمي..

لنسأل اولا ؛-هل ان نتنياهو وافق على اطلاق النار بغزة
لقضية انسانية او تحت ضغط اميركي ؟
كلاهما غير صحيح فان نتنياهو ليس له خيار سوى ان ان يوقف اطلاق النار ودون ذلك فانه ذاهب بكيانه الى الهلاك .
المقاومة بغزة انتصرت بمعركتين الاولى المعركة العسكرية حيث تقاتل منذ عامين بكل ضراوة وتكبد العدو
خسائر في الارواح والمعدات
والثانية المعركة الانسانية حيث كلما تورط العدو الصهيوني بقتل المدنيين كلما
ازداد العالم تضامنا مع القضية الفلسطينية حتى فرغت صالة الامم المتحدة من الوفود لحظة الاعلان عن كلمة نتنياهو فيما توافدت اساطيل (كسر الحصار )لاغاثة
شعب غزة وعلى ظهرها الالاف من دول شتى وهم يدينون اسرائيل والابادة الجماعية
خاصة بعد ان قابلتهم اسرائيل بالعنف والاعتقال والزجر والاهانة .
بمعنى ان المعركتين معا دفعت بالرئيس ترامب ان يقول لنتنياهو (ان اسرائيل لاتستطيع محاربة العالم اجمع .لقد توحد العالم اجمع ضدها ).
ويقول بشأن المفاوضين من حماس (قادة حماس مفاوضون جيدون وأقوياء جدا وأذكياء).
اذن مهما نسمع ونقرأ عن المفاوضات الاخيرة والتي انتهت بالاعلان عن وقف اطلاق النار بغزة لايستطيع
اي كان ان يغير بمعادلة التفاوض وان بنود خطة ترامب ومارافقتها من قرقعة اعلامية ليس سوى موضوع انشاء لاعلاقة له بالتفاوض
(الحقيقي)فالثوابت (وقف اطلاق النار —انسحاب القوات الاسرائيلية —تبادل الاسرى —
دخول المساعدات الانسانية –
اعمار غزة )ودون ذلك (هراء).
ان من كتب ورقة التفاوض بغزة اثنان (المقاومة بكل عمقها الدولي وامريكا )فلم يعد لاسرائيل من مكانة تتحدث بها بعد ان افرغت نفسها والعالم من كل مصادر قوتها .
دخول الولايات المتحدة بكل قوتها على ملف غزة واضطرار الرئيس الاميركي ان يزور المنطقة وخطابه بالكنيست الاسرائيلي كمن يعيد الثقة للمستوطنين بان (قيادتهم )حكيمة ولم تخسر المعركة وان امريكا معها بكل جبروتها ثم ذهب لشرم الشيخ
ليحضر قمة لم نسمع فيها سوى خطابه وهذيانه واظهار ان (الاتفاق )لم يكن املاء اميركيا انما معه (هؤلاء الثمان من الدول العربية والاسلامية ).
قد يسأل اخر ؛-وماذا عن الداخل الاسرائيلي ؟
خلال معركة طوفان الاقصى التي مضى عليها عامان يكون الداخل الاسرائيلي قد فهم
معنى (الحرب )وتداعياتها واكتشف اكاذيب الطبقة السياسية الحاكمة والمعارضة
وكذلك فهم (اليهود) خارج اسرائيل ان (حروب واخطاء)
حكومة اسرائيل قد انعكست على حياتهم وعلاقاتهم مع البيئة التي يعيشون بها وكانهم وراء (الابادة الجماعية )بغزة .
مثلما فهم (الانجيليون )بامريكا
ان دعم (اسرائيل )بات يشكل خطرا على عقيدتم ودولتهم .
ادارة امريكا منحت اسرائيل مايكفي من الدعم وتدرك ان
التوغل اكثر سيؤثر على سمعة امريكا وعلى مصالح امريكا ايضا سواء بالمنطقة او العالم
وصولا الخشية ان ترتكب الحكومة الاسرائيلية مغامرة اخرى مثل استهداف قطر او
ايران او حتى لبنان .
صحيح ان نتنياهو يقف في المكان الحرج سياسيا وعسكريا واقتصاديا وان مجيء
هذا العدد من المسؤولين الاميركان من اصول يهودية الى المنطقة وحث ترامب لايجاد فرص الحل ولكن ماذا لو هاجم
او طلب نتنياهو من جيشه ان يعاود القتال بغزة ؟
الحجج كثيرة لو اراد ذلك ولكن
كيف سيديم المعركة ؟
حتما سيخسر اثنين (امريكا والداخل الاسرائيلي ).
قد يقول قائل ان اسرائيل قد حصلت على اسراها وماعاد هناك مايخشى عليه في غزة
وسيعاود المجازر ثانية وليس هنالك من يضغط بعد ذلك بدعوى (مصير الاسرى )!
لم يكن بحسابات المقاومة بغزة ان يكون الاسرى الصهاينة
(ترسا)لحمايتهم او منع الجيش الصهيوني في الوصول
الى مواقعهم ،فلو كان لدى المقاومة مثل هذا التفكير لخسروا المعركة في ايامها الاولى فليس من مثلهم ان يحتمي باسير بل العكس لو كان هؤلاء الاسرى بيد الصهاينة لقتلوهم الف مرة.
ابقاء الاسرى وتحمل وزر ظروف حمايتهم لسببين
الاول ان المقاوم لايقتل اسيره ،والثاني ان يبادل به
السجناء من رفاقه ،وفعلا كان لهم ذلك ..
نقول اذا عاود نتنياهو الحرب
فسوف يعجل من زوال اسرائيل ،بعد ان منحتهم امريكا فرصة للبقاء مدة اطول لان العودة للقتال سوف تجعل العالم الذي جاء باساطيله مدنيا ان ياتي عسكريا وإلاّ ماالذي دفع المتحدث الرسمي الباكستاني احمد شريف شودري ان يعلن (وقوف باكستان حكومة وشعبا وجيشا إلى جانب المظلومين في فلسطين، )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى