المناطق المحرومة تبحث عن مشاريع خدمية في الحملات الانتخابية

المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف..
لم يبقَ على موعد الانتخابات النيابية في العراق الكثير، فمن المقرر أن تُجرى في الحادي عشر من تشرين الثاني المقبل، وسط استعدادات حكومية وسياسية مكثفة، وقد بدأت الماكنة الخدمية لبعض النواب السابقين والمرشحين للانتخابات المقبلة بالعمل، عبر وعود تقديم الخدمات وإكساء الشوارع في المناطق المستهدفة، والتي غالباً ما تكون أحياءً فقيرة في مختلف مدن البلاد، في محاولة لاستمالة الناخبين وكسب أصواتهم من خلال تحسين الخدمات مؤقتاً في مناطق تعاني نقصا حادا في البنية التحتية، لكن ذلك لم يعُدْ كافيا لكسب الاصوات.
المراقب للوضع الاجتماعي العراقي في الوقت الراهن يرى أن المواطن في المناطق المحرومة أصبح يبحث عن مشاريع خدمية في الحملات الانتخابية ليس من أجل الانتخاب بل من أجل الحصول على مشاريع حقيقية على أرض الواقع يقدمها اهل الثقة والقدرة على تنفيذها في حال وصول المرشح المعني الى قبة البرلمان والرهان هنا سيكون على أبناء المناطق الموثوق بهم غير المجربين والمتهمين بالفساد ومنتمين الى قوائم غير معروفة بالفساد الإداري والمالي .
وفي السياق قال المواطن عادل كاظم: إن ” مناطق الاطراف تبحث عمن ينفذ لها مشاريع خدمية مثل تعبيد الطرق بصورة حقيقية، وليس فرش السبيس، فهذه الأساليب لم تعد تنفع في كسب ود الناخبين في المناطق الأكثر تضررًا من الإهمال الحكومي، لكونها في الجوهر تشكل استغلالًا واضحًا لمعاناة الفقراء لتحقيق مكاسب سياسية مؤقتة” .
وأضاف: “على الرغم من أن الشعب العراقي لم يعد يثق في وعود المرشحين التي تتكرر مع كل دورة انتخابية، دون أن يكون لها أثر ملموس بعد وصولهم إلى المناصب إلا أن المواطن يجب عليه أن يبحث عمن يستطيع تقديم الخدمات ولا ينبغي أن يكون مشروطاً بموسم الانتخابات، بل هو واجب عليه لا يرتبط بحسابات سياسية او مساع لتبييض صفحة أحد”.
على الصعيد نفسه قال المدرس والتربوي محمد ناصر : إن” رهان ابناء المناطق المحرومة يجب أن يكون على الموثوق بهم غير المجربين والمتهمين بالفساد ومنتمين الى قوائم غير معروفة بالفساد الاداري والمالي، فهؤلاء لن يستطيعوا أن يقدموا لهم أي خدمة حقيقية بل عليهم التوجه الى قوائم انتخابية تضم مرشحين لديهم مواقف مجربة في الحياة ومجاهدين يعرفون قيمة الخدمة التي يقدمونها للناس”.
وأضاف: إن” المناطق المحرومة من الخدمات مثل مناطق الاطراف يستطيع أهلها حاليا انتخاب أشخاص لهم تأريخهم في خدمة الوطن واهالي مناطقهم وحاليا هناك كتل قد ضمت من هؤلاء الشخصيات الكثير وهم فقط الذين يستطيعون تقديم الخدمات والبحث عن هؤلاء وانتخابهم يتطلب السؤال عنهم من المقربين والبعيدين عنهم على حد سواء”.
وتابع إن” الذهاب الى خيار المجرب الفاسد يفسد كل فرحة ويضيع كل بصيص أمل، فالواقع العراقي يتطلب أن يكون الناخب واعيا بمتطلبات المرحلة الحالية والمقبلة وما تحتاج منطقته من مجلس النواب والسعي الى الحصول عليه من خلال الذهاب الى صناديق الاقتراع واختيار الانسب الذي يستحق الصوت الانتخابي وليس البحث عمن يوزع الاموال التي جناها من الفساد المالي والاداري على الفقراء لكسب أصواتهم والصعود على أكتافهم”.



