اراء

الأسرى ورقة.. والمعركة قضية وجود

بقلم: د. معن علي المقابلة..

يعتقد البعض أن استجابة الرئيس الأمريكي ترامب لموقف حركة حماس من خطته، غايتها الأساسية استعادة الأسرى، تمهيداً لترك نتنياهو يواصل عدوانه بلا قيود.

وكأن المقاومة تقاتل فقط من أجل صفقة تبادل! لكن الحقيقة أبعد وأعظم: الأسرى في فكر المقاومة وسيلة لتحرير المعتقلين، نعم، لكن القضية التي لا مساومة عليها هي وجود الاحتلال نفسه على أرض فلسطين.

فمنذ عامين والكيان الصهيوني يتهاوى: يخسر جنوده في كل يوم، يترنح اقتصاده، يُنهك مجتمعه، وتتمزق روايته أمام أعين العالم.

ومع ذلك لم توقف الإبادة بحق غزة، ولم يردع الأسرى آلة القتل الصهيونية. فحتى لو جرى التبادل، فماذا يمكن أن يفعل الاحتلال أكثر مما ارتكب من جرائم خلال العامين الماضيين؟ القضية ليست أسرى هنا أو هناك، بل قضية شعب كامل يواجه أعتى احتلال في العصر الحديث. شعب يقاتل نيابة عن أمة بأسرها.

وهنا السؤال: هل ندرك نحن العرب أن غزة لا تدافع فقط عن نفسها، بل تدافع عن كرامتنا جميعاً؟ لقد شاهد العالم كيف سُحق جنود الاحتلال في الميدان، وكيف سُحلوا وأُسروا أمام أنظار الصهاينة أنفسهم.

في تلك اللحظة، سقطت أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”، وظهر الكيان على حقيقته: هشّا، ضعيفا، مهزوزا أمام إرادة المقاومة. يا أبناء الأمة، المقاومة ليست مجرد خيار فلسطيني، إنها معركة وجود عربي.

إنها صرخة تذكّرنا أن فلسطين هي بوصلة العزة، وأن غزة تقاتل بصمودها نيابة عن مئات الملايين من العرب الذين يُتوقون ليوم التحرير.

فليكن واضحاً: الأسرى ورقة تفاوض، لكن القضية الكبرى هي الاحتلال ذاته. وما دامت هناك إرادة تقاوم، فلن يهنأ العدو ولن يستقر، وستبقى فلسطين عنوان الكرامة العربية وراية الحرية المرفوعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى