ثقافة الرياضي

بقلم/ علي الباوي..
تُعدّ الثقافة بمثابة العمود الفقري في بنية اللاعب الرياضي، إذ تزيد وعيه وتجعله يستخلص الدروس ويُسرّع من بناء قدراته في كلّ المجالات، ويتجنب كلّ ما يجعل مسيرته الرياضية قصيرة العمر.
القوة البدنية والمهارات المختلفة مطلوبة، لكنها لن تكون فاعلة، إلا بالقدرة على توجيهها وادخار الطاقة والتوظيف الصحيح، وهذه هي فوائد الثقافة في كل تفرعاتها.
على اللاعب الاهتمام بتغذيته وإدارة طاقته وفهم محيطه، وأن يعمل على زيادة قدراته من خلال فهمه للعالم المحيط وتوسيع مداركه والتحلي بالصبر والتواضع، وأن يقتدي بتوجيهات الأكبر منه، فالرياضة أولاً وأخيراً مدرسة حياة.
جزء كبير من موت الطاقة الإبداعية هو الجهل بها، كما أن فقر الثقافة يفضي إلى سلوكيات تعمل على تدمير اللاعب وتنزع عنه التأثير وتجعله طاقة بدنية معرّضة للعطب سريعاً، الكثيرون ماتوا رياضياً في وقت مبكر، لأنهم فشلوا في إدارة أنفسهم، ولم يوظفوا إمكانياتهم بشكل صحيح وعاشوا متأخرين بفهمهم عما يحدث في العالم الخارجي.
على لاعبينا الاهتمام بثقافتهم ومعرفة الطرق السليمة لبناء قدراتهم وهذا يحتاج إلى مثابرة وجهد بنّاء يأخذ بالاعتبار أهمية التعليم والاستزادة من العلوم المتصلة بالرياضة والاطلاع على تجارب الآخرين وتحفيز طاقات المثابرة من خلال القراءة مع ترسيخ قيم الأخلاق، باعتبار أن الرياضي الجيد قدوة في المجتمع، ولابد من امتلاك الوعي العميق لإضفاء مقومات مساعدة، مثل المظهر الجيد والقدرة على الحوار، وهذا كله يأتي من خلال ثقافة متفاعلة تبني اللاعب وتجعله يتميز، ويكون منظوراً بالنسبة للآخرين.



