أغرب تحالف في عالم الشيطان

منهل عبد الأمير المرشدي ..
اعتاد العراقيون ان تكون قناة العراقية، هي القناة الوحيدة التي تقدم المنجز الحكومي، وتنقل بإيجابية، أخبار النشاطات الحكومية عموماً ونشاطات رئيس الوزراء على وجه الخصوص باعتبارها تمثل الخطاب الرسمي لمؤسسة حكومية، فيما تتجاهل بقية القنوات ذلك عن عمد أو دون قصد، بل إن القنوات الفضائية الناطقة بلسان أحزاب تمثل الطائفة السُنية أو تتزعمها أقطاب بعثية كالشرقية وأخواتها تتعمد بتسخير نشراتها الإخبارية لرصد المشاكل وجميع النواحي السلبية في البلاد بما فيها الحوادث صغرت أم كبرت حتى المشاكل الزوجية أو موت دجاجة في زقاق بالناصرية. فجأة تغيّرت المفاهيم وانقلبت الموازين وتحول حتى الأبالسة الى ملائكة صالحين واتفق المختلفون وتوافق الأضداد على ما لا يخطر على بال ولا يعقله عاقل. اليوم يتفق المتعارضون والمتوافقون والطاعنون والمؤيدون على ما لم يتفقوا عليه يوماً.. الغريب العجيب في هذا التوافق إنه من حيث الشكل ربما يكون مشابهاً لما نشاهده على وحدة الرأي والبث والإعلام على أهمية (طريق التنمية) الذي لم نرَ منه حتى الآن سوى صورة لشارع ممتد لمسافة محدودة، رغم العدد الكثير للاجتماعات التي عقدها مجلس الوزراء، لمناقشة مراحل إنجازه، رغم ما يرافقه من معادل صوري من عدد كثير للاجتماعات التي يعقدها مجلس الوزراء، لمناقشة مراحل إنجازه التي لم نرَ حتى الآن، مرحلة منه ولا محطة قطار ولا سكة حديد ولا هم يحزنون!!! فإننا نشهد توافقا شاملا على أهمية التحالف الإستراتيجي بين العراق وأمريكا، نحن نتساءل كما غنى الراحل عبد الحليم حافظ.. الرفاق حائرون يتساءلون يتهامسون حبيبتك من.. من تكون.. فأننا نتساءل، أمريكا بكل نجاستها وخستها وتأريخها الأسود، حليف استراتيجي للعراق، إن كان هذا التوافق غريباً من حيث الشكل والمضمون، فأن التوافق والاتفاق والوحدة والإتحاد الإعلامي بين جميع القنوات الفضائية، بدأ من القناة العراقية الرسمية، ومروراً بأغلب القنوات المحسوبة على الطيف الشيعي أو القنوات السنّية بجميع مسمياتها المعلنة والمخفيّة، فإننا نشهد توافقاً غريباً عجيباً متناقضاً شاملاً على أهمية التحالف الإستراتيجي بين العراق وأمريكا، تحالف استراتيجي مع أمريكا التي غزت العراق في نيسان من عام 2003 وقتلت مئات الآلاف من ابناء الشعب العراقي، وكانت ومازالت هي قوات احتلال بقواتها وقواعدها الجوية ومصادرتها للسيادة العراقية براً وجواً وفضائحها من فضيحة “أبو غريب” الى أكذوبة انسحابها هذه الأيام، أمريكا الطاغوت الأكبر والحليف الأول لكيان بني صهيون ومصداق الشّر والنهب والدمار، حيثما حلت في دول أفريقيا أو شرق آسيا أو في دول ومشايخ الخليج، وصولا الى دول أمريكا اللاتينية هي اليوم حليف استراتيجي للعراق، أمريكا حامية جرائم النتن ياهو، وحاملة راية التطبيع القسري معه والملطخة يدها بدماء عشرات الآلاف من أطفال غزة ونسائها بأسلحتها وصواريخها حتى تورطها بدم الشهيد الأقدس نصر الله “رضوان الله عليه” والقادة الشهداء في الجمهورية الإسلامية واليمن الصامد هي اليوم حليف استراتيجي للعراق!!!.. أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين حاملة راية الطغيان والشذوذ والانحطاط المكروهة المنبوذة المرفوضة من كل مسلم ومن كل شريف ومن كل حر وأبّي وعزيز، هي اليوم على لسان حال الغالب الأعم في العراق، إعلاماً وقنوات وساسة وقادة وزعماء، حليف استراتيجي للعراق!!!، أمريكا التي تمنع عن العراق حتى ان يُنشئ لنفسه محطات كهرباء وطنية مستقرة أو ان يؤسس له منظومة دفاع جوي تحمي سماء العراق وتلزم العراقيين ساسة ونواباً على حل الحشد الشعبي وعدم التصويت على قانونه في البرلمان هي حليف إستراتيجي للعراق!.
أخيراً وليس آخراً نقول، صحيح إننا نعيش اليوم في عالم الشيطان، بما يمتاز به من وفرة المنافقين والفاسدين والجبناء والعملاء، لكن تحالف العراق الإستراتيجي مع أمريكا، هو الأغرب والأعجب حتى اشعار آخر.



