اراء

مفردات في قارورة الألق..

بقلم : منهل عبد الأمير المرشدي ..
مثل لؤلؤة تغفو بين أحضان محارة تقاذفتها أمواج الزمن اللعين من بحر الى بحر ومن قدر الى قدر .. من مشيئة القضاء إلى قضاء أدهى وأمر .. من أمواج المحيط الى شواطئ المحيط حتى ارتمت أسيرة مثلما كانت في قساوة القدر من دون مرساة تربو الى الطمأنينة في نفس أراد لها الباري أن تكون على الدوام راضية مرضية.. .. لؤلؤة عانت وما زالت تعاني عبث المجهول في الدهر المعلوم لكنها هي هي … كما اراد لها الله في التميّز والامتياز والبريق والجمال والأصالة والرفعة . أثقلت كاهلها جراح غائرة وشجون متواترة تربعت في شغاف الوجدان وأحزان تتبعها احزان .. ما اعتادت يوما لمكان واستساغت لما تمليه عليها ساعات الزمان حتى غادرته من دون ان تدري او تريد لتهجر كل ما اعتادت عليه من مفردات او ذكريات بين اطلال المكان .. مهاجرة في ذاتها المهاجر حزينة في قلبها النازف متألمة في مخزون ذاكرتها الجريحة بالآهات والويلات والأسى . لكنها طيف الأمس وطيف اليوم وطيف الغد .. أيقونة في ضحى الحضور وملكوت الاسم والمعنى والوجود .. مصداق لسفر الحضارة السامية وبرهانا للزينبية المحتسبة للواحد الأحد في الصبر والسلوان فيما يكون او ما كان . حاضرة في كل اوقات الغياب المفترض .. قدوة لأقرانها في زمن يقسو كثيرا على ملكوت القوارير التي تناثرت جواهرها رهنا لما شاء المأزومون والجاهلون في الغد اللامتناهي بلا تقويم . اصيلة بعمق ما تعنيه الأصالة . مختصرة لمعنى الحياة بلا إطالة .. رصينة في العقل والتعقل والمنطق . جميلة في الشكل والخلقة والإيحاء . . ناطقة في إيحاء عينيها متألقة في ترانيم شفتيها .. نبراس بكل ما استقامت به المعاني في ذاكرة السرد والتحرير والتوثيق بين صفحات الجنائن وسفر شموخ نخلة من على ضفاف شط العرب وحلاوة طعم البرحي .. .. أتعبها الحزن وأثقل كاهلها الصبر وتداعت على بهاء جسدها طعنات الدنيا الدنية والزمن اللئيم. .
لكنها لم تزل وستبقى لؤلؤة تقر عيون من يراها ويدرك مغزاها وتسعد قلوب من يقرأ ما بين سطورها ويرتقي إلى فحواها . . وكل ما كتبت أناملي تبقى مفردات مهما تسامت فلا ولم ولن ترتقي إلى قارورة الألق
مدقق..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى