اراء

السيدان الشهيدان نصر الله وصفي الدين هما مصدر إلهام للأجيال الحالية والقادمة

د. محمد العبادي ..

الشهيدان السعيدان نصر الله وصفي الدين كانت لهما بصمتهما الخالدة في تأريخ المقاومة؛ فقد سارا في طريق وعر وطويل، وكما قال سيد شهداء المقاومة: (طريق الشهداء ليس طريقاً سهلاً، بل هو طريق يتطلب التضحية الكاملة والايمان القوي…).

لقد كانا يحملان هموم الأمة بأجمعها، وقد شاهدنا فيهما الثبات في الدفاع عن لبنان وعن فلسطين وقضايا المسلمين في كثير من المواطن، إنّها مواقف يفتخر بها لبنان وفلسطين والأمة الإسلامية وكل الشعوب الحرة.

إن الأمة عندما تجتمع لتشييعهما فإنّها تعبر عن تأييدها لمواقفهما، وتمجد بطولاتهما، وتتمسك بأهدافهما المقدسة والتي ستتحقق ببركة دمائهما ودماء الشهداء، إنّ ذلك التجمهر للأمة في تشييعهما يعبر عن ولائها، للقيم والمبادئ التي ضحوا من أجلها.

إنهما هداة هذه الأمة إلى طريق الحرية والكرامة، وكما قال السيد نصر الله: (الشهداء نور هذه الأمة..). (إنّ فلسطين ولبنان وكل الأمة الإسلامية لن تستسلم أبداً، الشهادة هي الرد الأقوى على الاحتلال والظلم).

إنّ الرسالة المهمة التي يمكن استلهامها من القائدين الشهدين؛ هي أن الحرية والكرامة وتحرير الأرض ليست هبة أو منحة، وأن الإيمان بقضايا الأمة ليس شعاراً؛ بل هو عمل وصبر وإصرار وتضحية، وإنّ على الإنسان أن يوطّن نفسه على تقديم التضحيات الجسيمة عندما يتطلب الأمر ذلك.

لقد كان الدرس الذي قدّمه لبنان بشهيديه وشهدائه، أن التضحية ليست فردية تقتصر على فئة، وإنما هي تضحية جماعية، وأن الأمة التي أرادوا تفكيكها عن بعضها متلاحمة ومتكاتفة مع الفلسطينيين في محنتهم وقضيتهم.

لقد قدّم هؤلاء الشهداء دروساً عظيمة من خلال تضحيتهم بأنفسهم، وثباتهم في مواجهة العدو، وصلابتهم النفسية وقوتهم المعنوية، إنّها دروس في الصبر والمرابطة انتهت إلى بداية سعيدة: (الشهادة تاج الكمال).

لقد كانت تلك الشهادة هي بداية للحياة الحقيقية التي كان يتغنى بها أولئك الأبطال المجاهدون الصامدون، والأحرار إنّما يشيعون الشهداء تحية لمناقبهم، وتخليداً لذكرهم، ووفاء لمواقفهم، واحتراماً لتضحياتهم، واستمراراً وتأكيداً لنهجهم مهما كانت التضحيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى