اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

رسائل “التشييع الأسطوري” تُرعب الصهاينة وتُبدد أحلامهم الخبيثة

طريق المقاومة يُعبّد بالشهادة


المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
لم يكن نبأ استشهاد السيد حسن نصر الله، وبقية قادة المقاومة الإسلامية، سهلاً بل كان وقعه وتأثيره على محور المقاومة كبيراً جداً، نظراً لما يمثله القادة الشهداء من رمزية ومصدر قوة للمجاهدين، لكن في الوقت نفسه شكلت تلك الجرائم الصهيونية والأمريكية، دافعاً معنوياً لاستمرار القتال ضد الكيان الغاصب والدفاع عن مقدسات الأمة الإسلامية، وجاءت نتائج تلك الجرائم معاكسة لتوقعات الاستكبار العالمي الذي يريد ان ينهي المقاومة في المنطقة التي تمنع مشروعه التوسعي في الشرق الأوسط.
أرادت قوى الاستكبار باغتيال قادة المقاومة وفي مقدمتهم السيد الشهيد حسن نصر الله، القضاء على محور المقاومة الإسلامية بشكل كامل، لكنها فوجئت بشراسة وقوة المجاهدين بعد الجرائم البشعة، وهو ما يعني ان المقاومة فكرة لا تموت وستتجدد حتى مع رحيل رموزها، وسيبقى المجاهدون رافعين راية الحرب حتى زوال الكيان الغاصب، وسيولد من رحم الشعوب المقاومة، رجال يكملون مسيرة السيد حسن نصر الله، ويفشلون مخططات الأعداء، كما أكملها السيد حسن نصر الله بعد استشهاد السيد عباس الموسوي.
التشييع الأسطوري للسيد الشهيد حسن نصر الله ورفيق دربه السيد هاشم صفي الدين، أظهر للعالم بأكمله، ان المقاومة باقية، ولن تنتهي برحيل القادة كما روّج الإعلام الصهيوني، ويعتبر أبلغ رد للمقاومة الإسلامية في مواجهة الأهداف الاستكبارية، ورسالة الى الأعداء بأن ملايين المشيعين هم مشاريع استشهادية لإكمال المسيرة.
وحول هذا الموضوع، يقول المحلل السياسي أثير الشرع: ان “المقاومة الإسلامية فكرة، والفكرة لا يمكن ان تزول أو تموت، وبالتالي فهي غير مرتبطة بقائد، فخلال السنوات السابقة، استشهد قادة كبار، لكن المقاومة ازدادت صلابة واستمدت قوتها من شهدائها”.
وأضاف الشرع لـ”المراقب العراقي”: أن “استشهاد قادة النصر في العراق عام 2020 لم يثنِ المقاومة الإسلامية في العراق، بل كانت ردة فعلها بضربات قوية زلزلت القواعد الأمريكية في البلاد، والى يومنا هذا شاخصة في مقارعة الظلم”.
وبين: ان “استشهاد السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين ويحيى السنوار وإسماعيل هنية وغيرهم من قادة المقاومة الإسلامية، لم يتزحزح المجاهدون واستمروا بالقتال، بل زادوا قوة، انتقاماً لقادتهم”.
وأشار الشرع الى ان “الجماهير المليونية التي شاركت في تشييع السيدين نصر الله وهاشم صفي الدين هي رسالة لجميع العالم بأن فكرة المقاومة راسخة وهناك جيل سيكمل مسيرة أسلافه”.
واستطاع حزب الله، ان يحوّل التشييع الى مسيرة مهيبة تليق بما قدمه السيد الشهيد نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، واستطاع ان يجعلها رسالة الى العالم الغربي، بأن المقاومة باقية بأسسها ومبادئها، فقد اختار شعار “إنّا على العهد”، والذي يعني اكمال طريق الجهاد الذي أرساه السيد نصر الله طيلة السنوات الماضية.
ويرى مراقبون، ان محاولات انهاء مقاومة المحتل ستفشل كما فشلت على مر العقود الماضية وإنها ستبقى عقبة في طريق الاستكبار العالمي، لأن شعوب المقاومة تربت على عقيدة مقارعة الاحتلال وستبقى ولادة بالقادة والمجاهدين الذين ينذرون أنفسهم وابناءهم لنصرة المظلومين والدفاع عن مقدسات الأمة، وستبقى المقاومة حاملة للقضية الفلسطينية.
واظهرت المقاومة الإسلامية، قدرات عسكرية كبيرة وتطوراً تكنولوجياً خلال معركة طوفان الأقصى، واستطاعت ان تجابه أقوى جيوش العالم تسليحاً، وكانت صواريخها الباليستية ومسيراتها كابوساً يؤرق الكيان الصهيوني وأمريكا التي أدركت ان مشروعها بالمنطقة فشل، وان مصالحها مهددة، فلجأت الى خيار مهادنة المقاومة سيما بعد عملية اغتيال السيد الشهيد نصر الله، إذ تصاعدت الضربات بشكل كبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى