“الحمى القلاعية” ترجح كفة اللحوم “البيضاء” على “الحمراء” بميزان السوق

بسبب شائعات وسائل التواصل الاجتماعي
المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف..
شهدت الفترة الماضية، تفشي فيروس الحمى القلاعية بين المواشي، ما تسبب بنفوق الآلاف منها، وسط عزوف المواطنين عن استهلاك اللحوم، تخوفاً من انتقال الفيروس، وفي المقابل، ارتفعت أسعار الدجاج خلال الأيام الماضية في الأسواق، حيث قفز سعر الكيلوغرام الواحد من 2500 إلى 3750 ديناراً، وسط مخاوف من استمرار موجة الغلاء بسبب تفشي المرض بين المواشي، فيما طالب المواطنون بضبط الأسعار، لمنع استغلال الأزمة من قبل بعض التجار.
وأعرب المواطن محمد قاسم عن قلقه من استمرار حالة ارتفاع الأسعار في الأسواق خلال الأيام الحالية التي تشهد قلقاً متزايداً من انتقال الحمى القلاعية الى البشر، على الرغم من وجود التطمينات من قبل وزارة الصحة والأطباء المختصين بهذه النوعية من الأمراض الوبائية، مطالبا الجهات المعنية بتوفير اللقاحات والعلاجات المناسبة، للحد من تفشي المرض الذي نشر الرعب بين الأوساط الشعبية نتيجة الشائعات التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي ليلا ونهارا، من ان هذا المرض ينتقل من الحيوانات المصابة الى الانسان.
على الصعيد نفسه، قال المواطن ناظم علي: ان “الحكومة مطالبة في الوقت الراهن بضبط الأسعار لمنع استغلال الأزمة من قبل بعض التجار الذين يحاولون ترجيح كفة اللحوم “البيضاء” على نظيرتها “الحمراء” بميزان السوق في الوقت الراهن، مستغلين الشائعات التي تدفع باتجاه التشكيك باللحوم الحمراء التي هي الأكثر مبيعا في الأسواق قبل الأزمة الحالية التي سببتها الحمى القلاعية وتصويرها على انها “بعبع” يجب الخوف منه وترك تناول اللحوم الحمراء التي يفضلها العراقيون، ولكن تركيز الاعلام على الحمى القلاعية جعلهم ينأون عنها في الوقت الراهن.
ودعا حسين هاشم وهو مربي عجول، الحكومة ووزارة الزراعة إلى التدخل العاجل من خلال دعم المزارع المتضررة، وتوفير اللقاحات بأسعار مناسبة، للحد من انتشار المرض الذي تسبب بجعل المواطن يصرف النظر عن شراء اللحوم الحمراء والاتجاه الى الدجاج والأسماك لتأثره بالعديد من الشائعات التي أطاحت بسمعة اللحوم الحمراء وفي مقدمتها الأمراض الشائعة في هذه الأيام.
وطالب بتشديد الرقابة البيطرية على منافذ الاستيراد، من اجل منع دخول العجول المصابة بالأمراض وعدم السماح لأية شحنة من هذا النوع بالدخول الى البلاد إلا بعد الفحص الدقيق لها حتى لا نشهد مأساة أخرى كالتي جرت خلال الأيام القليلة الماضية، ما أدى الى حدوث كارثة.
من جانبه، قال الطبيب حسام ناصر: إن “الحمى القلاعية تُعد من الأمراض المتوطنة في العراق منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وتنشط بين فترة وأخرى كل 4 إلى 5 سنوات، إذا ما توفرت الظروف المناسبة لنشاط الفيروس، وهو ما حدث خلال الأيام الماضية”.
وفيما يتعلق بالإجراءات المتبعة للسماح بتفريغ أية شحنة من المواشي من أية دولة، أوضح، أنها إجراءات صحية بيطرية معقدة وتخضع لحجر صحي قبل تفريغها للتأكد من سلامتها، مضيفا، أنها ساهمت في حماية الحيوانات في العراق من انتقال الأمراض إليها من الخارج، حيث لم تثبت إصابة أي حيوان في الشحنات التي وصلت البلاد بأي مرض وبائي بحسب الجهات المختصة التي أعلنت ذلك بهدف الرد على الشائعات التي رافقت اعلان تفشي مرض الحمى القلاعية في وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.