اراء

اختلاف الرؤى

علي حنون..

يقيناً أننا جميعاً نقف على حقيقة تعكس أبعادها الفواصل، التي تصل حدودها المساعي المبذولة ويُراد منها ولها أن تكون العنوان الرئيس في النتيجة المطلوبة من وراء التخطيط، ولأننا جُبلنا على سلك سبيل مُغاير لا يستند في كل مدياته إلى تخطيط حقيقي، فإننا سنبقى على وفق ذلك غير قادرين على إصابة ما ننشد من فلاح وتوفيق، وحتى لو كان لنا بلوغ حلقات من النجاح في قطاع بعينه، فإنه بكل تأكيد لن يكون مُسايراً لحجم التطلعات، ومع حضور عديد آيات البيان، التي تحققت بفضل رؤى من حولنا بصدد التمهيد للمسيرة عبر وضع سبيل للإعداد الأمثل مروراً بجميع محطات التأهب، فإنَّ هذه الموضوعة لم تشفع للقائمين على المسؤولية عندنا الإفادة من التجارب المتقدمة في العالم وفي مختلف الضروب ومنها الشأن الرياضي، ولا ريب أنَّ الأمر يسري على منظومة كرة القدم أيضاً.

والحقيقة، التي لا يُمكن الهروب منها ولا يُمكن كذلك لغربال إنكارها أو حجب شمسها المُضيئة، وكما يسندها غير برهان، تُبيّن أنَّ الحال عندنا أصبحت تتعلق بالمناسبات، فنحن نكتفي بالاستعداد للمُنافسات قبل انطلاقتها بفترة زمنية غير كافية وغالباً لا تتعدى الأيام، وكان الأمر يبدأ وينتهي بلفظ الاستحقاق لأنفاسه، لذلك لم نرتجِ من القائمين وعبر تشكيلات الإدارات المُتعاقبة لاتحاد الكرة الإتيان بفلسفة عمل ترنو بنظرتها الثاقبة إلى البعيد من الزمن طالما كانت الاجتهادات المبنية على مصلحة الوجود هي السمة الغالبة وهي اللغة المُشتركة، التي تقود حوار العمل بين أعضاء الإدارة، وإذا أردنا الوقوف على النجاحات، التي طالتها عدد من منتخبات دول المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية، فإنه لن يكون عسيراً علينا حصر القفزات المُتحققة لكرتها في زاوية التخطيط السليم وبعيد المدى، الذي تصدى له مُختصون وأكاديميون، حتى أنَّ المُتوفر من المعلومات يُؤكد أنَّ هناك عراقيين خططوا وأسّسوا للانطلاقات الإيجابية لمنتخبات دول الخليج الكروية، ولا نخالنا نقفز على الحقيقة بقولنا إنَّ الأسماء، التي تتصدر مشهد المسؤولية عندنا، يُدركون ذلك وأيضاً يقفون على إيجابية الاعتماد على التحضير المُسبق لمُجمل حلقات التأهب، لأنها هي الحقيقة فعلاً، ولكن الغريب هو إصرار من بيدهم القرار على البقاء في كنف النظرة المحدودة للمُتعلقات الفنية مع أنَّ سوادهم الأعظم عندما يأتي بتصريح يُضمنه ضرورة الاستفادة من الدروس والأخطاء الفائتة، والأهمية التي تقف عليها موضوعة إعداد برامج مُسبقة تأخذ في سبيلها مختلف محطات الاستعداد للمقبل من المُنافسات الخارجية، وبين النظري، الذي تعلنه تصريحات المسؤولين والواقع، الذي يتواجد في باحة سلوكهم المهني، فإنَّ الحيرة تكون حاضرة باستمرار ومعها تتقدم العديد من علامات الاستفهام.

الذي يعنينا كمتابعين ومعنيين، هو أن يأتي أهل الكرة على القرار السليم في كل خطوة، وأن تكون الأسرة التي تعنيها قيادة الدفة في سفينة فرقنا الوطنية مُؤهلة لرسم سياسة إعداد حقيقي وأمثل لمنتخباتنا وقبل فترات ولتكن موسومة بالمحطات، وعبر الاستعانة بمن لهم الخبرة والدراية في جانب التخطيط بعيد المدى، لطالما كان في هذا الإجراء الملاذ لإصابة الخطوات الإيجابية في المسيرة وتحقيق النتائج التي نتطلع جميعاً لأن تكون خاتمة حضور تشكيلاتنا في مقابلاتها الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى