واشنطن توسع دائرة تدخلاتها في العراق وتدس أنفها بالقضايا الداخلية

عبر تطبيق سياسة الابتزاز
المراقب العراقي/ سيف الشمري..
لم تكتفِ الولايات المتحدة الأمريكية بسياسة التخريب التي تتبعها في الشرق الأوسط، بل تحاول تقييد دول المنطقة والتدخل بعلاقاتها والارتباطات التي تجمعها وبالتحديد ما يتعلق بعلاقة العراق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث يحاول الرئيس الجديد ترامب الذي أحدث فور وصوله للسلطة للمرة الثانية العديد من المشكلات الداخلية والخارجية من خلال فرضه رسوما جمركية وعقوبات على بعض الكيانات السياسية والدول الأخرى.
ويريد ترامب تقييد العلاقات التي تجمع العراق مع إيران من خلال بعض الخطوات التي وُصفت بالخبيثة والمتعلقة بإنهاء التعاون العسكري والأمني وحتى الاقتصادي وهو ما يُعتبر تدخلا سافرا بالشؤون العراقية، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، خاصة أن طهران دولة مجاورة وترتبط مع بغداد بالعشرات من الاتفاقيات التي تشمل جميع المفاصل المهمة.
ويرى مراقبون أن ترامب يحاول محاصرة محور المقاومة من خلال هذه السياسة بعد الفشل بالخيار العسكري الذي اتخذته الإدارة الامريكية السابقة من خلال دعم الكيان الصهيوني في حربه على فلسطين وتدخل دول المحور في صد التوسع الصهيوني وتحقيق الانتصار الكبير عليه وإجباره على الرضوخ لطلبات وشروط المحور خاصة في لبنان وفلسطين.
مصادر أكدت أن ترامب يريد تلميع صورة الإرهابي الجولاني والإدارة السورية الجديدة وتقريبه من العراق مقابل تعكير أجواء العلاقات الإيرانية العراقية.
وتؤكد المصادر أن الإدارة الأمريكية في طريقها نحو إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا وإيجاد مصادر لتمويلها لكي تكون ذراعها في المنطقة من أجل تنفيذ جميع ما تمليه واشنطن على إدارة الجولاني الجديدة.
وفي السياق يقول المحلل السياسي عائد الهلالي في حديث لـ”المراقب العراقي” إن “التعديلات التي أجراها الرئيس الأمريكي ترامب مؤخرا طالت الشركاء والحلفاء والأعداء وباتت تهدد الشرق والغرب وفي كل مكان وهذه واحدة من سياسات الضغط على الدول من أجل إجبارها على تقديم تنازلات في ظل الضربات التي تعرضت لها واشنطن من الصين ودول بريكس”.
وأضاف الهلالي أن “هذه السياسة ربما يجدها ترامب نافعة لكنه يدرك أيضا أنه لا يمكن للعراق قطع علاقاته مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأننا نمتلك قرارنا السياسي ولا نتلقى التوجيهات من الخارج، والشراكة بين العراق وإيران هي استراتيجية وتأريخية ودينية”.
وتندرج هذه التدخلات في الوقت الذي يعتزم به العراق طرد القوات الأجنبية من البلد وفقا لاتفاقية مع الولايات المتحدة وبعد تصويت مجلس النواب العراقي على هذا القرار الذي يُلزَمُ الجميع بتطبيقه، فيما تستخدم واشنطن هذه الأساليب كوسيلة للضغط على بغداد من أجل إطالة وجودها بالمنطقة وتحديدا في العراق، نظرا للظروف والمتغيرات الحساسة التي طرأت على الشرق الأوسط.
هذا وقالت رويترز في خبر سابق لها إن ترامب قد أخبر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بضرورة قطع العلاقات العسكرية والاقتصادية مع إيران، بالإضافة إلى توجه واشنطن نحو إلغاء الإعفاء الممنوح لبغداد فيما يخص استيراد الغاز من طهران لحين إكمال مشاريع إنتاجه.