اراء

لمن شاء أن يسمع . اللهم اشهد..

بقلم : منهل عبد الأمير المرشدي .
هي دعوة للارتقاء فوق هوى النفس ورغابتها الرخيصة وفجورها الدنيء وانزوائها الرديء ولهاث اللاهثين وسعي الخاسرين . هي دعوة للابتعاد عن شعارات التطبيل الزائفة والتهليل للسلاطين الخائفة وأهازيج التمجيد للأنظمة الهزيلة والحكومات العميلة . هي دعوة للابتعاد عن التملّق والمتملقين والتطّهر مع المتطهّرين من النفاق والمنافقين والكذب والكذّابين . هي دعوة لحسن التبصر وتنوير البصيرة والجلوس مع الذات ليسأل كل منا نفسه . ما بال أمة أنعم الله عليها بكثرة الثروات وتعدد الخيارات ومئات الملايين من العدد والعديد يعتريها الضعف والخوف والفقر والتخلف والخضوع والخنوع وقد أمست لما يريده أعداؤها رهينة تشكو من الذل والسكينة. لنسأل أنفسنا بتجرد عن الحقد المكتوم والإرث المأزوم وفواحش الخبر وقصر النظر عن الأسباب والمسببات التي أوصلت أمة الملياري مسلم لهذه الهاوية غير التسليم لحب الدنيا الدنية وكره الموت ونسيان المنية . لست بوارد الولوج في بحث فقهي فهذا أمر متروك لرجال الاختصاص لكننا نكتفي بما جاء في الحديث الشريف عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ( يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها . فقال قائلٌ : ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ ؟ قال : بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ ، ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم ، وليقذِفَنَّ اللهُ في قلوبِكم الوهْنَ . فقال قائلٌ : يا رسولَ اللهِ ! وما الوهْنُ ؟ قال : حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ … الألباني صحيح أبي داود 4297 ) . هي دعوة لنبتعد عن أمراض العقول والعناد اللامعقول ولنرى الحق حقا فنتبعه ونرى الباطل باطلا فنجتنبه ونشهد شهادة اليقين بما يمليه علينا الحق مرأى العين . أيحق لكل ذي عقل وبصيرة أن يسيء ويطعن بمن يدافع عن الأرض والعرض والكرامة والكبرياء أبطال محور المقاومة بعد كل ما قدموا من تضحيات جليلة ودماء زكية . أهذا هو رد الجميل لمحور المقاومة وإيران ولوازم الاعتراف بقداسة الأرواح التي التحقت إلى الرفيق الأعلى جهادا في مواجهة العدو الصهيوني ؟ أي حقد غبي هذا الذي ترتضيه أمة أن يعتمر في القلوب المريضة على من يضحي بالحياة والأولاد والبيوت والأموال لأجل أن ينقذها من وحل الانكسار ويبعد عنها الذل والعار . أهو غباء أم استغباء أم أن أمة الملياري مسلم لم تعد تعرف معنى الشرف وحرمة الأعراض وقداسة الأرض أم أنها افتقدتها جميعا ؟ بقي أن نذكر لمن شاء أن يتذكر إنه جاء في الحديث الشريف في الدر المنثور للسيوطي والإمام البيهقي عن أبي هريرة قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وآله : وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم. فقالو يا رسول الله مَن مِن القوم الذي إن تولينا يُستبدَل بنا فضرب رسول الله على ركبة سلمان الفارسي (رضى الله عنه) هذا وقومه… والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطاً بالثريا لتناوله رجال من فارس . …….. أللهم اشهد ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى