اراء

أسودنا.. مساحة لإثبات الهيبة

عمار ساطع..

قد يكون من المهم أن نُذكّر بالماضي التليد لمنتخبنا الوطني وما حققه في نسخٍ ماضية من بطولة كأس العرب، لا من باب الحنين وحده، بل من باب القراءة الموضوعية لمسارٍ صنع هوية أثبت فيها أسود الرافدين أنهم منتخب كان ولا يزال قادراً على الوصول إلى القمة وإثبات الهيبة، حين تتوفر شروط تحقيق النجاح من بناء صحيح وإرادة فذة.

ومع انطلاق النسخة الجديدة من بطولة كأس العرب في ملاعب العاصمة القطرية الدوحة، فإن من الواجب استذكار الإنجازات التي وضعت العراق على عرش الكرة العربية بأربعة ألقاب خطفها في نسخ الأعوام 1964 و1966 و1985 و1988، مع التذكير بأن العراق غاب عن الحضور أربع نسخ متتالية إلى حين عودته في نسختي 2012 و2021.

نعم.. لم تكن مشاركات منتخبنا في كأس العرب مجرد مشاركات عابرة، بل كانت دليلاً واضحاً على أنها كشفت عن بصمة العراقيين في الارتقاء بمسار اللعبة عربياً وتأكيد الهوية، وأصبحت مثالاً حاضراً على القدرة التي يتمتع بها العراق في الرقم الذي سجله، ولا يزال حاضراً عند ذاكرة الجماهير، ليست العراقية فحسب، بل العربية أيضاً.

وحينما نتذكر ماضي ما سجله أبناء المدربين الراحلين عادل بشير لمرتين وأنور جسام وعمو بابا، فإن ذلك سيكون مدعاة فخر بما تحقق من اعتلاء العرش الكروي العربي ومنصة التتويج، بكل ما نملكه من أحقية في الملف الفعلي لبطولة أصبحت في يومنا هذا إحدى أهم البطولات التي تنظم عن طريق FIFA، وتدعم بشكل غير مسبوق وتنال الاهتمام بدرجات كبيرة.

إننا حينما نعود لماضي منتخبنا وما حققه من بطولات كأس العرب، إنما نستذكر الملاحم لنستدعي قوة الحاضر، للعودة إلى حقيقة أن منتخبنا قادر على المنافسة وخطف الرهان، ليس من باب الإطراء، إنما من باب ما يتوفر عندنا من لاعبين مميزين، رغم أن هدفنا ليس اللقب، بقدر ما نريد أن نكسبه من بطولة تزيد من ثقة اللاعبين بأنفسهم قبل معترك الملحق العالمي المؤهل إلى مونديال 2026.

وهنا أؤكد أن الماضي الذي ذكرته ليس غاية أبداً، بل هو حافز نفسي وتعزيز للثقة التي يعيش عليها كل لاعب من لاعبينا الذين تغذوا على تسجيل الانتصار من خلال روح البطولة نفسها، لأجل صناعة تأريخ جديد لكرتنا على الصعيد العربي والتنافس للحصول على مكانة تليق باسم العراق.

سنواجه البحرين والسودان والجزائر، في دور المجموعات، وعلينا أن نتعامل مع كل مدرسة من تلك المدارس على أنها فرصة استباقية لتحقيق المطلوب منها، وصولاً إلى الأدوار المتقدمة، شريطة أن نحترم الشعار في تقديم كرة قدم تستحق الإشادة وتزيد من حماسة اللاعبين الذين راهن عليهم الأسترالي غراهام أرنولد.

من حقنا جميعاً أن نضع ثقتنا بحارس خبير اسمه جلال حسن، حامي عرين الأسود، مثلما علينا أن نمنح أيمن حسين وأمجد عطوان ومهند علي وغيرهم المكانة التي يستحقونها، وهم يهمون لتسجيل أنفسهم لاعبين أفذاذا يحملون راية التحدي، لتحقيق ما يحلم به كل عراقي غيور على بلده ومنتخبه الذي يقف خلفه جمهور غفير يؤازره ويسانده بكل ما يملك من قدرات.

ليس المهم أن ننال كأس العرب، بل الأهم أن نثبت مكانتنا في الساحة، وألا نكون رقماً مكملاً سهل العبور، بل منتخباً يعرف كيف يقف في الميدان، وكيف ينافس بشدة، وكيف يترك الأثر الفعلي الذي يعكس ما نحمله من تأريخ عريق تشهد له الأرقام والإحصائيات من حيث عدد المباريات والانتصارات والأهداف التي سجلها نجومنا الأبطال، والأهم من كل ذلك، أن نمحو آثار المشاركة السابقة التي خرجنا فيها من دور المجموعات بِتعادلين وخسارة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى