اراء

ملاعبنا تتنفس

بقلم/ د. عدنان لفته

ملعبان يدخلان الخدمة خلال الأيام القريبة المقبلة، هما ملعب نادي الشرطة وملعب نادي ديالى، وهي أخبار سارة للمتابعين للتخلص من الدوام الثلاثي في ملاعبنا المشغولة من ناديين أو ثلاثة في الموسمين الماضيين، مما يزيد من متاعب أرضياتها وصعوبة إدامتها.

الساحة الرياضية العراقية شهدت خلال السنوات الأخيرة، تطورًا ملحوظًا في مجال البنية التحتية الرياضية، وعلى رأسها الملاعب الحديثة التي أصبحت رمزًا لعودة الحياة الرياضية إلى ألقها بعد عقود من المعاناة والإهمال. هذا التطور لم يقتصر على الشكل العمراني فقط، بل شمل أيضًا التنظيم والإدارة والتجهيزات الفنية التي تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة.

قبل عقدين من الزمن، كانت معظم الملاعب العراقية تعاني من سوء الخدمات وغياب المعايير الدولية، حيث كانت أرضياتها غير مؤهلة والجماهير تتابع المباريات من مدرجات متهالكة، أما اليوم، فقد تغير المشهد كليًا مع افتتاح سلسلة من الملاعب الحديثة مثل ملعب البصرة الدولي، ملعب كربلاء الدولي، ملعب النجف الأولمبي، وملعب الميناء الجديد، التي صُممت وفقًا لأحدث المواصفات العالمية.

الحكومة العراقية تدرك اليوم، أن تطوير البنية الرياضية هو جزء من عملية التنمية الشاملة، لذلك تم رصد ميزانيات خاصة لإنشاء ملاعب جديدة في بغداد والموصل، ونتطلع إلى حل مشكلة الملعب الأولمبي في الموصل الذي وصل إلى نسب إنجاز عالية، من أجل إكماله سريعاً والسماح لفريق الموصل باللعب أمام جمهوره الجميل.

كما انه من الضرورة ترميم الملاعب القديمة مثل الشعب الدولي، كما بدأ القطاع الخاص بالدخول إلى هذا المجال من خلال الشراكات والاستثمارات الرياضية، وهو ما يُعد خطوة مهمة نحو الاستدامة المالية للمؤسسات الرياضية.

إن تطور الملاعب في العراق لا يُعد إنجازًا عمرانيًا فحسب، بل هو رسالة أمل تعبّر عن إصرار الشباب العراقي على النهوض بواقع الرياضة وإعادة البلاد إلى موقعها الطبيعي على الخريطة الكروية الإقليمية. ومع استمرار الدعم والتخطيط السليم، يمكن للعراق أن يصبح مركزًا رياضيًا عربيًا وآسيويًا يحتضن البطولات ويصنع الأبطال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى