سامر إلياس سعيد..
بتفاصيل مقتضبة ومساحة لا تزيد على بضعة أسطر، تناولت وسائل إعلام رياضيّة متخصّصة خبرًا يتعلّق بتحديد اتحاد الكرة الطائرة موعدَ انطلاق الدوري الممتاز، مُفيدًا بمشاركة 16 فريقًا ضمن تلك المنافسات التي تجري -ومع الأسف- وسط تعتيم إعلامي واهتمامٍ متواضع من قبل وسائل الإعلام بلعبةٍ مهمّةٍ نتمنى لو نالت اهتمامًا أكبر، فسيكون لرياضيّي تلك اللعبة شأنٌ رفيع لا يقلّ مستوى عمّا يحظى به أقرانهم من لاعبي المنتخبات الوطنيّة والأندية المتقدّمة باللعبة الشعبيّة الأولى، وأعني بها كرة القدم.
ولذلك أعلن مسؤولية الإعلام الرياضي العراقي عن عدم اهتمامه بلعبة الكرة الطائرة بالمساحة التي تتطلّبها، وهي لعبة نالت اهتمامًا كبيرًا من قبل بعض الاتحادات والمنتخبات حتى اكتسبت أهميتها والمساحة نفسها التي حظيت بها كرة القدم، بفضل التقدّم والرقيّ اللذين شهدتهما في عدد من الدول العربيّة والعالميّة، حتى اكتسب لاعبوها شهرة تضاهي ما حظي به لاعبو كرة القدم، فضلاً عن الريادة التي نالها المسؤولون عن تلك اللعبة بتقدّمهم في المناصب العالميّة والعربيّة.
أما لعبتنا فقد تقوقعت في مراتبها ومراكزها، فلم تحظَ بتلك الأهميّة والاهتمام المطلوبين، نتيجة عدم الالتفات إليها وإبراز الدعم المناسب لمن يخوض منافساتها. وأجزم أن أيّ إعلاميٍّ لو تسنّى له أن يسأل المتابعين عن مدرّب المنتخب الوطني بالكرة الطائرة أو حامل لقب الدوري في النسخة السابقة، فسيعجز عن إيجاد من يمنح الإجابة الصحيحة عن تلك الأسئلة.
أما لو حوّرنا تلك الأسئلة لتكون خاصة بالمنتخب الوطني العراقي لكرة القدم أو بدوري نجوم العراق، فستختلف الإجابات حتمًا وستُصيب كبد الحقيقة بنسبةٍ كبيرة.
لقد أعلن اتحاد الكرة الطائرة عن هيكلة منافساته الخاصة بالدوري الممتاز، مبيّنًا أن الرابع من شهر تشرين الثاني القادم سيكون موعدًا لانطلاق منافسات الدوري، الذي سيحظى بمشاركة 16 ناديًا، ستتوزّع مواجهاتهم بين العاصمة الحبيبة بغداد، وكركوك، وأربيل والنجف حيث سيستضيف نادي سولاف لقاءات المجموعة الأولى التي تضم أندية سولاف وغاز الجنوب والمقدادية وحديثة. بينما تضم المجموعة الثانية، التي تُضيّفها أربيل، أندية أربيل ونينوى والأهوار والحبانية. أما مجموعة العاصمة فتضم أندية الصناعة، ومصافي الشمال، والنعمانية ومصافي الوسط. فيما سيستضيف نادي الكوفة مجموعة أندية الكوفة، والبيشمركة، والدغارة وهيت.
وهكذا ستتنوع الإثارة بين أندية الشمال والجنوب والوسط، فيما ستُفصح أندية المؤسّسات عن ميزة الدعم والاستقطاب الرياضي لنجوم اللعبة على حساب أندية أخرى تعاني قلّة الدعم وغياب الاهتمام بواقع الكرة الطائرة، لتُفصح عن نجومية أنديةٍ وخفوت أخرى وتأثّرها بسبب قلّة الدعم المقدّم للعبة أصلاً.
وقد حظيت منافسات اللعبة الخاصة بالرياضة النسوية بالإثارة والندية التي كشفت عنها مواجهات أندية الشمال، ممّن اهتممن برياضة الكرة الطائرة النسويّة، إضافة إلى استقطاب لاعبات الأندية الشمالية في دعوتهنّ لتمثيل المنتخب الوطني واستئثاره بمراكز متقدّمة في البطولات التي سُنحت له المشاركة فيها، ولعلّ آخرها بطولة غرب آسيا.
بينما بقيت الكرة الطائرة الرجالية تعاني كثيرا من عوامل قلّة الاهتمام، وبالتالي من الدعم المحدود الذي تناله اللعبة في سلّم أولويات الأندية التي تتبناها وتشارك في منافساتها المحليّة.
لذلك نتمنى من دورينا الذي سينطلق قريبًا أن تكون مبارياته محطة للتميّز والإثارة، والكشف عن أسماء جديدة يمكن أن تحظى بفرصتها في تمثيل المنتخب الوطني، الذي ندعو له بأن يكون منافسًا حقيقيًا في البطولات القاريّة التي تُسنح له المشاركة فيها.
