اراء

مواجهة لا تحتمل التجارب

بقلم/ زكي الطائي..

لم تتبقَّ سوى أيام قليلة على لقاء الذهاب المنتظر الذي سيجمع منتخبنا الوطني لكرة القدم بنظيره الإماراتي في مباراتي المُلحق القاري الأخيرتين، ما يمثل الفرصة الأخيرة للحفاظ على حلم التأهل إلى كأس العالم 2026، ويضع الجميع أمام مسؤولية كبرى لا تحتمل الأخطاء أو المجاملات.

السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: كيف سنواجه الإمارات، هل هناك خطّة واضحة للتحضير الذهني والبدني والتكتيكي، أم أننا سنكرّر النهج السابق الذي كلّفنا الكثير في التصفيات الماضية، وأضعنا بسببه فرصة التأهل مرّتين متتاليتين؟.

المنتخب الإماراتي معروف بامتلاكه عناصر خبرة في خطي الوسط والهجوم، كما يتميّز بسرعة الانتقال من الدفاع إلى الهجوم وتنويع اللعب بين الأطراف والعمق، وهذا يتطلّب منا تحضيرًا خاصًا ومراقبة دقيقة لمفاتيح لعبهم، مع ضرورة استغلال نقاط ضعفهم الدفاعيّة التي ظهرت في مبارياتهم الأخيرة، وهذا يحتاج إلى حنكة تدريبيّة عالية المستوى.

ما نحتاجه فعليًا هو معسكر تحضيري مبكّر يضمن الانسجام بين اللاعبين ورفع الجاهزيّة البدنيّة، على أن يكون الجهاز الفني واضح الرؤية، ليضع خططًا تكتيكيّة مرنة تتناسب مع طبيعة المباراة والخصم، لا أن نلعب بنفس الأسلوب وبنفس الأدوات وننتظر نتائج مختلفة.

كذلك نحن بحاجة إلى دعم إعلامي وجماهيري منظَّم يعزّز الروح المعنويّة ولا يخلق ضغوطًا سلبيّة على اللاعبين، وأن يكون اختيار التشكيلة على أساس الجاهزيّة لا الأسماء، كما حدث في مباراة منتخبنا أمام المنتخب الإندونيسي عندما أشرك المدرب لاعبين لا يستطيعون مجاراة لاعبي الخصم، فكانوا عبئًا واضحًا على الفريق.

المرحلة لا تحتمل التجارب أو المجاملات، كما أن التركيز على الجانب النفسي مهم جدًا، لأن مثل هذه المباريات تُكسب بالعزيمة قبل المهارة.

لا تزال الفرصة الأخيرة أمامنا، ولا مجال للتهاون أو خلق الأعذار، فإما أن نبدأ صفحة جديدة عنوانها التحضير الحقيقي والإيمان بالقدرة على الفوز، أو سنجد أنفسنا مجدّدًا نكتب فصول خيبة أخرى كان بالإمكان تفاديها.

كل ما يهم الشارع الرياضي هو أن يشاهد منتخبه يلعب مع كبار الكرة العالميّة في المونديال، ولا عذر لغير ذلك، فقد أخفقنا أمام منتخبات متباينة المستوى الفني كفلسطين والكويت والأردن وإندونيسيا والسعودية، وفي كُل المراحل كنا بحاجة إلى فوز واحد يضمن تأهّل منتخبنا، لكن وبسبب أخطاء المدربين فقدنا الفرصة السانحة في تلك المباريات، إلى أن وصل بنا المطاف إلى انتظار مباريات الفرصة الأخيرة، عسى أن تكون محطّة للتأهل المنتظر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى