العراق بين الأمل والتحدّي

بقلم/ سعد المشعل..
الفرصة الأخيرة هي حصيلتنا في مشوارنا الآسيوي المؤهّل لنهائيّات كأس العالم 2026. مباراتان فقط سيخوضهما منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام نظيره الإماراتي، ذهابًا في الثالث عشر من تشرين الثاني على أرضه وإياباً يوم الثامن عشر منه بضيافة البصرة.
حسابات جديدة أدخلت الكادر التدريبي واللاعبين واتحاد الكرة في ملحقٍ آخر، فإذا انتصرنا في تلك المباراتين سنتأهل إلى دوري مجموعاتٍ من ستة منتخبات، ينتظر منها إثنان الأعلى تصنيفاً، وتلعب المنتخبات الأربعة مباراةً واحدةً يتأهّل منها إثنان، يقابلان المنتخبين المنتظرين، والفائزان منهما سيتأهلان إلى نهائيّات كأس العالم في آخر بطاقتين لاكتمال العدد الرسمي البالغ 48 منتخبًا، في التجربة الأولى بعد زيادة عدد المنتخبات لهذه النسخة العالميّة.
عاد إلى بغداد منتخبنا بعد تعادله في مباراته الأخيرة أمام السعودية، التي تأهّلت مباشرة لتلتحق ببقيّة المنتخبات التي حسمت أمرها مبكّرًا، والتحق جميع اللاعبين بأنديتهم وبدأوا المشاركة في الدوريّات المحليّة والعربيّة والآسيويّة والأوروبيّة لإعادة تأهيلهم والاندماج في تدريباتهم لحين موعد استدعائهم للالتحاق بمعسكر المنتخب الذي سيُحدَّد لاحقاً.
ورغم قِصَر الفترة، إلا أنه يجب على مسؤولي اللعبة أن يتداركوا الوقت ويتابعوا خطوات المنتخب الإماراتي الذي هيّأ مسؤولوه معسكرًا تدريبيًّا منظّمًا، ومن خلاله سيؤجّل الدوري لتفرّغ اللاعبين للانضمام للمنتخب.
خطورة أمر منتخبنا الوطني في هذه المرحلة الحاسمة والجديدة مهمّة للغاية، إذ يجب أن تُهيّأ له كُل مقوّمات النجاح للوصول إلى الهدف المرجو وتحقيق حلم الجماهير العراقية التي تطالبكم بإعداد منهاجٍ عالي المستوى وتخطيطٍ احترافيٍّ لوضع خارطة طريقٍ واضحة لمنتخب العراق، الذي سيقابل المنتخب الإماراتي القوي بنجومه المحترفين الجُدد.
هل هنالك لجنة فنيّة تُخصَّص خلال هذا الأسبوع تضم مستشارين لمدرب منتخبنا الوطني غراهام آرنولد، الذي استفاد هو الآخر كثيراً من مباراة السعودية الأخيرة وعرف مستوى اللاعبين، ما يمكّنه من إجراء تحديثاتٍ في بعض المراكز، وزجّ وجوهٍ جديدة ومنحها الفرصة للتواجد في صفوف المنتخب العراقي الأوّل، لعلّها تكون المفتاح الجديد للتفوّق على المنتخب الإماراتي؟
وجود المستشارين سيكون قوّةً استراتيجيّةً كبيرة له ولدعمه، لا لمنافسته على منصبه، بل لتقديم المساعدة والمساندة والمشورة له.
لدينا مواهب عدّة وكثيرة من الشباب الواعدين، فلماذا لا يُعتمد عليهم ويُختارون منذ اليوم ويُزجّ بهم في معسكرٍ تدريبي لمدة أسبوعين ليكونوا على أتم الاستعداد لخوض غمار المباراتين القويّتين؟
كذلك وجود المنتخب الأولمبي الجاهز للمشاركة، بوجود لاعبين شبابٍ متميّزين، يمكننا الاستفادة منهم وتعزيزهم بلاعبين من الصفّ الأوّل لتكون التشكيلة متجانسة، واختيار لاعبين في خطّي الهجوم والدفاع ليكونوا على أهبة الاستعداد للمواجهة المُرتقبة.
نطالب اليوم آرنولد أن يكون قلبه قويًّا باختيار لاعبين من الشباب والمنتخب الأولمبي ليكونوا أساسيين في تشكيلته الرسميّة، وإعداد منهجٍ جديدٍ وخاصٍ لتوظيفهم بما ينسجم مع أفكاره ليطبّقوها على أرض الملعب ويتميّزوا مع زملائهم اللاعبين الأساسيين.
نحتاج اليوم إلى وقفةٍ كبيرةٍ وجادةٍ من الجميع، والكادر التدريبي مسؤول هذه المرّة عن اختياراته، والمقترحات أمامه كثيرة، ونتمنى أن يُحسم الأمر والاختيار هذه المرّة ليحقق أبطال الرافدين البطاقة الأخيرة والتواجد في المونديال العالمي.



