مونديال الدور الثالث

بقلم/ محمد حمدي..
لا أعلم مصدر الثقة والاطمئنان الذي يُوحي لرئيس اتحاد الكرة والمقربين من الاتحاد بأن اللقاء المقبل في الملحق الثاني أمام منتخب الإمارات صار بحكم المضمون، وأن تجاوز هذه العقبة والانتقال إلى الدور الثالث هو مجرد مسألة وقت ستنتهي بلقاء البصرة في الإياب الشهر المقبل، متناسين أننا لا نمر بأفضل أحوالنا ومنتخبنا يعاني جداً في التشكيل والتنظيم والانسجام وغياب الروح التي لمسناها أمام منتخبي السعودية وإندونيسيا أيضاً، وهي من أكبر الهفوات التي نرتكبها دائماً ولا نُحسن الظن بتقدير الأمور حق قدرها، لأن العمل المتقن بالأفعال والتغيير لا بالأقوال التي سئمنا منها جداً ولم يبقَ لها مكانة تذكر.
ولو سلمنا جدلاً أن المنتخب تمكن من تجاوز عقدة الإمارات، فهل يا ترى بات الطريق معبداً إليه للحاق بركب المتأهلين؟ أعتقد أن السير بهذا الاتجاه دون الوقوف على أسباب الإخفاقات السابقة من جميع الجوانب هو مجانبة للطريق القويم واستنزاف للوقت وأعصاب الجماهير التي مَلَّتِ الوعود والأكاذيب دون مبرر، إذا ما علمنا أن ناصية الوقت لا تسير معنا، والتغيير المنشود يتطلب الكثير من العمل الشاق، فلا المدرب أرنولد دخل في فورمة التغيير بلمسات واضحة، ولا هو الذي تمكن من التخلص من عقدة الإسباني السابق كاساس.
المنتخب بصورة عامة يفتقد للانسجام وروح الفريق الواحد الذي يتطور من مباراة إلى أخرى، والتجريب بكم اللاعبين وليس بنوعهم لم يوفر لنا أية نتيجة تذكر، كذلك التفرد بالقرار والرؤية لشخصية معينة في الاتحاد هي الصفة الملازمة، وكأنه يوصل إشارات بأنه المسؤول عن أدق التفاصيل فنياً وإدارياً وإعلامياً، وكل ما يُسوق بعد ذلك هو من صميم أفكاره وتوجيهاته.
لهذه الأسباب المتراكمة والمستنسخة، وبدون أي إحباط بوجهة النظر هذه، أرى أن السيناريو لن يكون مغايراً لما سبق، والنتائج لن يجِدَّ فيها جديد لا في الدور الثاني ولا الثالث، ولا الدرجات الخمسة الكفيلة بالنجاح كفرصة أخيرة.



