اخر الأخبارالاخيرة

ريشة تحول الأسمنت الى ذاكرة بصرية

في زاوية شارع أو على جدار مهمل، قد تجد فجأة انفجاراً من الألوان يلفت نظرك ويوقفك لوهلة، إنها لمسة العوسي، الفنان البغدادي الذي قرر أن يواجه الرماديات بالفرشاة، وأن يجعل من المساحات المملة، لغة بصرية تنطق بالجمال.

محمد العوسي، من مواليد بغداد عام 1995، لم يكن الفن بالنسبة له مجرد خيار بل مصيراً اختاره منذ نعومة أظافره. تخرّج في معهد الفنون الجميلة وتخصص في الجداريات، ثم حصل على شهادة البكالوريوس من أكاديمية الفنون الجميلة قسم الرسم، ليبدأ منذ عام 2019 رحلة طويلة مع الشارع واللون والكتل الخرسانية التي تحولت تحت يديه إلى لوحات مفتوحة.

لم تكن الطريق سهلة، فالمواد محدودة والوقت يداهم، والعمل الميداني يتطلب طاقة كبيرة، لكن محمد تجاوز كل ذلك بالشغف. ويقول، إن الرسم ليس مهنة بقدر ما هو رسالة تعبير عن الذات، ومحاولة مستمرة لنثر الجمال في أماكن فقدته.

على مدى سنوات قليلة، أنجز محمد العوسي، أكثر من 800 جدارية في بغداد ومحافظات أخرى، استخدم فيها مواد متنوعة مثل الأكريليك والبنتلايت ومعاجين خاصة تمنح كل لوحة ملمسها الخاص وروحها الفريدة، كل جدارية من أعماله تحمل جزءاً من تجربته الخاصة، تحكي حكاية شارع أو حي أو شعور أراد أن يوصله لمن يمر بالمكان.

واليوم، لم يكتفِ العوسي بأن يكون فنان جدران، بل أصبح معلماً للتربية الفنية، ينقل خبرته إلى الجيل الجديد، ويحاول أن يزرع فيهم حب الفن وفهم قيمته، هدفه واضح وبسيط في آن واحد، أن يرى الرسم في كل زاوية من زوايا بغداد، وأن يشعر كل من يمر بجانب جدارية، أن ثمة من تكلم عنه بالألوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى