اراء

مرّ السحاب

بقلم/ كاظم الطائي..

فرصة أخرى تُهدر، وعنق الزجاج يضيق تباعاً، ليكون التأهل للمونديال المقبل مشروطاً بجولات و(جيب ليل وإخذ عتاب) كما يقول المثل الدارج.

كنا على بعد هدف واحد لتخطي حاجز الملحق الآسيوي وبلوغ مونديال كان على مقربة من لاعبينا بالرغم من تقاعسهم في الأشواط الأولى من مباراتي إندونيسيا والسعودية، وعدم تسجيلهم سوى هدف واحد من مباراتين، ولولاه لكان منتخبنا خارج مديات الفرصة الأخيرة التي منحها الفيفا للراسبين بالدور الثاني، وأمامهم فرصة أخرى برؤوس عديدة.

لم نستغل الفرص السابقة التي مرت مرور السحاب، كما يصفها أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام حينما قال: اغتنموا الفرص فإنها تمر مرور السحاب.

وقد طوينا الفرص تباعاً، والهدف لا يزال بعيداً عن التحقيق، مع أن الطريق لم يكن مستحيلاً، واحتاج منتخبنا إلى هداف أو قناص يستثمر العديد من الفرص المتاحة.

لم يكن المنتخب السعودي في أفضل حالاته، وكادت تلقيه كرة حسن عبد الكريم وهجمة مهند علي في اللحظات الأخيرة لمصير كمصيرنا الحالي، ولم تكن حال منتخبات أخرى، ومنها الفريق الكويتي، في الفورمة أو الصورة المعهودة، ومع ذلك فرط منتخبنا بـ (4) نقاط مع الأزرق و(3) نقاط مع فلسطين ونقطتين أمام الأردن.

بهذه الصورة غابت عن كرتنا ملامح الريادة والتميز، وتمنى جمهورنا كثيراً أن يجد في الملاعب صولات نجوم الأمس في مراكز الهجوم والوسط وعشاق الشباك من المدافعين ممن دونت أسماؤهم في تأريخ اللعبة عربياً ودولياً.

أين القائد في الميدان، وأين صوت عادل بشير وعمّو بابا وأنور جسام ووو حينما تتغير الخطط في لحظة أو إشارة أو تلميح؟، وأين، أين؟.

غابت المواهب التي كانت تتنافس على المركز الواحد، وذهب بريق الهدافين الذين يتزاحمون في الفريق الواحد، وانحسر العطاء بقميص المنتخب حينما طويت صفحة الملاعب الشعبية وبطولات المدارس ومراكز الشباب.

نعم، ما زال في القوس منزع، لكن الفرص تمر مرور السحاب، أليس كذلك؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى