فريق بحثي عراقي يحقق سبقاً علمياً في الكيمياء العضوية

سجل فريق علمي من جامعة بابل إنجازاً بارزاً على المستوى العالمي، من خلال تطوير واكتشاف طريقة جديدة ومبتكرة لقياس فعالية أحد أهم أنزيمات مضادات الأكسدة الحيوية في الجسم، وهو أنزيم الغلوتاثيون بيروكسيديز، حيث منحهم هذا الاكتشاف المرتبة الأولى عالمياً من حيث الابتكار في هذا المجال.
وأعلن رئيس الفريق الأستاذ الدكتور محمود حسين هدوان، التدريسي في قسم الكيمياء بكلية العلوم، أن الأهمية البالغة لهذه الطريقة تكمن في كونها الأسرع والأقل تكلفة لتقدير فعالية هذا الأنزيم مقارنة بالأساليب التقليدية المستخدمة حالياً، ما يمثل نقلة نوعية في مجال التحاليل الحيوية والطبية.
وبين هدوان أن تفاصيل هذه الطريقة نُشرت في واحدة من أبرز المجلات العالمية المتخصصة، التي تصدر عن جامعة مرموقة، وهي من المجلات العلمية المصنفة ضمن الفئة الأولى عالمياً، مشيراً إلى أن هذه الطريقة تُعد السابعة على مستوى العالم في قياس هذا الأنزيم، والثالثة من نوعها التي يبتكرها الفريق البحثي ذاته.
وأوضح أن الطريقة الجديدة تعتمد على قياس فعالية الأنزيم بشكل مباشر من خلال تحديد كمية المادة المؤكسدة المستهلكة باستخدام كاشف خاص، دون الحاجة إلى إيقاف التفاعل بواسطة الأحماض القوية أو استخدام أجهزة الطرد المركزي لإزالة البروتينات، وهي خطوات كانت ضرورية في الطرق السابقة، مما يجعل الطريقة أكثر بساطة وأماناً.
وأكد هدوان أن الطريقة المبتكرة تمتاز بكونها اقتصادية جداً، حيث يمكن تنفيذها باستخدام أجهزة بسيطة لقياس الامتصاص الضوئي، ولا تتجاوز كلفتها بضعة دولارات فقط، في حين أن المواد التجارية المتوفرة حالياً في الأسواق تكلف أكثر من 600 دولار لقياس 90 عينة فقط.
وأشار إلى أن هذا الإنجاز جاء نتيجة عمل بحثي مشترك جمع عدداً من الباحثين من داخل وخارج العراق، منهم الباحث عباس علي محمد من جامعة بابل، والدكتور سعيد نجفاند من جامعة شهيد مدني، والدكتورة روئ الطائي، إضافة إلى طالب الدكتوراه أسعد محمود.
واختتم الدكتور هدوان بالقول إن الفريق يواصل جهوده لتطوير المزيد من الطرق الحديثة والدقيقة في قياس أنزيمات مضادات الأكسدة، بما يسهم بدعم وتطوير البحوث العلمية والطبية على مستوى عالمي، من خلال تقديم حلول دقيقة وسريعة ومنخفضة الكلفة، تسهم بتقدم العلوم الحيوية وخدمة البشرية.



