إله الحرب ترامب الأرعن… في ثوب حمامة سلام

بقلم/ هيام وهبي..
مهزلة القِمم أن يكون بطل السلام هو الخصم الحقيقي لغزّة، وهو شريك في دمائها، وهو الذي كان يحقن الكيان الغاصب بالأوكسجين كي يبقى صامدًا، ويزوِّده بأحدث الأسلحة المتطورة، ليمعن في الذبح وارتكاب المجازر.. وهو يتباهى بدعم الصهاينة دون خجل، أمام كل هذه الأصنام الخشبية الذين جمعهم ليرعبهم ويهددهم بالسلام القادم كـالطاعون إلى المنطقة… ويفتخر أمامهم بدعمه لنتنياهو السفّاح.
ومن هو الوسيط؟ الدول العربية التي تآمرت علينا كلنا، من لبنان إلى اليمن، وأسقطت سوريا وقسّمتها… وأردوغان الماكر… وكل من حمل خنجره وطعن غزّة في قلبها.
قمّة الخيبات والذلّ العربي الذي تكرّس كعنوان للعرب، ومصر التي في خاطري وفي فمي… لصاحبها السيسي الذي لا يعلم ما ينتظره…
فكل الجيوش العربية التي تهدِّد أمن الكيان انتهت، ولم يبقَ سوى جيشه المصري، ولن يتركوه متماسكًا، سيشتّتون شمله كما فعلوا مع إخوته من الجيوش العربية… فرغم معاهدة كامب ديفيد، إلا أن نتنياهو لا يرتاح نفسيًّا لوجود جيش في دولة عربية مجاورة لإسرائيل.. ومهما قدّم من تنازلات، وحتى لو تنازل عن أبي الهول (بجلالة قدره)، لن يتركوه بسلام…
قمّة بائسة تؤكِّد تبعية واستلاب “العُربان” وانعدام الكرامة لديهم، وتُظهر الانحطاط الأخلاقي في خطاب ترامب، ووقاحة سلوكه السوقي الرخيص، وبشاعة السلام الذي يعد به، وهو الكاذب، المنافق، المخادع…
قمّة سريالية بامتياز، لم تتطرّق فيها جماعة القِمّة إلى حقّ الشعب الفلسطيني بدولة، ولا حقّهم بفلسطين… ولم يدينوا جريمة الإبادة الوحشية التي لم يشهدها تأريخ الأمم، ولم يذكروا حتى الكمّ الهائل من الضحايا، شهداء القتل اليومي، آلاف وآلاف الشهداء… والمآسي التي حصلت تحت سماء غزّة، والمجازر المتواصلة لعامين.
إنها قمة كبقية قممهم، تخذل الحق وتنصر الباطل! قمّة بلا ضمانات، فكل من حضرها غير مؤتمن، ولا شيء يدعو للطمأنينة… ومن يضمن عدم انقلاب الصهاينة على الاتفاقية بعد أخذ أسراهم؟ أو أن يكون وقف إطلاق النار كاتفاقية لبنان الغامضة! لا شيء أكيد مع هذا الأمريكي القبيح…
هو يسوّق لشرق أوسط تلمودي بكل وقاحة، و”العُرب” يهتزون طربًا مع كل إهانة يوجّهها لهم… ويعلنون دخولهم في بيت الطاعة الأمريكي… فأي سلام هذا الذي يعدّ به ترامب؟ هو السلام المغمّس بالذل وتسيُّد الصهيوني في الشرق الأوسط… وترامب لا يخفي صهيونيّته (ولا يخاف في يهوه لومة لائم)… وهو يتنكّر بثوب حمامة السلام، وبأنيابه الأمريكية المفترسة، يريد فرض التطبيع على كل المنطقة، بعد أن يقضي على كل حركات المقاومة… وبعدها يعلن دخول الكوكب في عصر ترامب الملقّب بـ(حمامة السلام).
ألا لعنة الله على العصر الأمريكي المتصهين، وعلى سلامٍ يأتي من يديه الداميتين.



