حضور العراق في وليمة السي…. سي !

بقلم: منهل عبد الأمير المرشدي …..
حاولت أن أقرأ الوجه السياسي الضامن لمصلحة العراق وفائدته ومستقبله الذي ألزمَ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالتحليق على عجل صوب شرم الشيخ ليكون العراق ولو لأول مرة بتأريخه منذ تأسيس الدولة العراقية حتى الآن شاهدا وحاضرا ووسيطا في قمة جمعت بين ثناياها أرباب التطبيع والخنوع مع الكيان الصهيوني من مصر الى الأردن الى الإمارات والبحرين والسعودية وتركيا وأذربيجان بإيعاز من المجرم الأكبر دولاند ترامب الذي أثبت في الإيعاز بعقد هذه القمة أنه هو القاتل لأطفال غزة ونسائها ولو أراد أن يوقف الحرب من أول يوم في حكمه لأوقفها وأثبت بحكم اليقين أنه الشيطان الأكبر .. قمة شرم الشيخ بالمختصر المفيد هي قمة ما قبل مسك الختام للتطبيع العربي مع الكيان المؤقت والخنوع العربي لما تريده أمريكا بالتمام والكمال في خارطة السلام الإبراهيمي الذي تناقلت الأخبار في سياقه بانضمام النظام الإندونيسي (الوهابي) الحاكم لأكبر شعب إسلامي اليه بفضل الضاغط السعودي والإماراتي .. قمة ستفرض السلام الذي تريده أمريكا وترتضيه (إسرائيل) المطمئنة أنها تفعل ما تريد وتخترق ما تريد وتقتل من تريد من دون رادع ولا حسيب بعد افتقار الساحة لرجال الحق وصمت الجبهات في لبنان واليمن والعراق إلى حين ؛ تحت نير الخيانة العربية والضغوط العربية قبل الأمريكية والأوروبية .. نعود للعراق الذي تمثل مشاركته من دون سواه من دول الأعراب علامة فارقة ووقفة استثنائية في تأريخ الصراع العربي الصهيوني بل وفي تأريخ العراق السياسي والثقافي للبنية المجتمعية العراقية فضلا عن تقاطعاته مع التوجّه الشرعي والفقهي مع كل ما تفتيه المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف للغالبية الأكبر من الشعب العراقي بعدم الاعتراف بالكيان المسخ والوقوف المطلق والدائم مع نصرة الشعب الفلسطيني . ربما هي فرصة استثمرها رئيس الوزراء السوداني للالتقاء بالرئيس ترامب لإثبات حسن السيرة وتنفيذ كل ما يمكن تنفيذه مما تريده أمريكا من تسليم مفاتيح الاقتصاد العراقي الى سطوة الشركات الأمريكية وممارسة سياسة التغليس عن مجريات الخنوع والتدليس والتطبيع العربي بإقامة علاقات اقتصادية وسياسية على أعلى المستويات مع دول التطبيع وبأفضل ما يكون .. لكن العراق يبقى شعبا وتأريخا ومرجعية وحشدا وفتوى … العراق عظمٌ لا يُكسر وشعبٌ لا يموت ومرجعية هي القمة والنجم الثاقب في عنان السماء بعلو الثريا وأسباب أكثر تدعو أي نظام سياسي يحكم العراق وأي رئيس حكومة يحكم العراق وإن تمادى كثيرا وإن تجاوز بعض الخطوط الصفراء والخضراء حتى في استقبال رؤوس الإرهاب في العراق تحت طاولة الشراكة المشؤومة ما دام الأمر محصورا في الشأن العراقي إلا أن قضية فلسطين شأن آخر وأمر آخر مرتهن بدم الشهادة وقداسة القضية ومصاديق الشرف والكرامة والإباء … ربما تكون كل هذه الأسباب هي التي دعت العراق الى الإعلان من القاهرة قبل انعقاد القمة الى الانسحاب منها فيما لو شارك رئيس وزراء الكيان النتن ياهو في القمة حيث تردد في الإعلام المصري شيء عن ذلك !!!!.. موقف عراقي هو الأدنى تأريخياً لكنه الأقوى الذي كنّا نأمله حاليا من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وشكرا لمرجعيتنا العليا الرشيدة في النجف الأشرف وحشد العراق ومقاومته الباسلة فقد كانوا حاضرين عن بعد بصفة المراقب والرقيب لمنع انزلاق العراق الى الهاوية والسلام ..



