اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

السلفية تطرق أبواب الفتنة في العراق بدعم سياسي

صراع المنابر يمهد لنمو التطرف


المراقب العراقي/ سيف الشمري..
تمثل الحركات السلفية المتطرفة خطرا كبيرا على كل المجتمعات التي تتنامى وتنتشر فيها، لما فيها من تبعات سلبية على النسيج الاجتماعي والأمني، وحتى السياسي ولا ننسى قضية داعش الإجرامي، الذي غذى تنظيمه بهذه الأفكار المنحرفة من أجل جمع أكبر عدد ممكن من التابعين لتوظيفهم في ضرب الوحدة العراقية، والتحشيد لتنفيذ عمليات ضد الدولة وقواتها الأمنية، وهو ما تسبب بموجة قتل وحرب غير مسبوقة في العراق راح ضحيتها آلاف الشهداء، والدمار الهائل الذي ما يزال البلد يعيش آثاره حتى يومنا الحالي.
البعض من الشخصيات السياسية السنية التي خسرت حضورها ولم تعد لها مقبولية تحاول إعادة إحياء هذه المشاريع المتطرفة عبر مجموعة من الديانات السلفية ومنها المدخلية، التي يراد لها أن تكون الممثل الأول للمكون بعد إقصاء جميع الشخصيات ذات المقبولية في البيت السني، وبدأ هذا المشروع من خلال الحصول على موافقات رسمية للسماح لأتباع هذه المجموعة بالتواجد في العراق، وممارسة عملها بشكل طبيعي، لتذهب بعدها إلى تصفية شخصيات دينية بهدف السيطرة على الجوامع، التي هي المحرك الأساس للمجتمع السني في المحافظات الغربية.
فتنة مقتل القرغولي
وقبل يومين تعرض الشيخ عبد الستار القرغولي، إمام وخطيب جامع كريم الناصر في منطقة الدورة جنوبي العاصمة، للقتل على يد مجموعة أشخاص تبين بعد إجراء التحقيقات أنهم تابعون للسلفية المدخلية، الامر الذي أعاد فتح ملف هذه الحركة التي حذرت منها القيادات السنية المعتدلة، حيث أكدت أنها ومن يدعمها يشكلان خطرا كبيرا على الوضع العراقي، كما أشارت إلى أن جهات سياسية تحاول ترتيب وضع أتباع المدخلية للسيطرة على مركز القرار في البيت السني خاصة الجوامع التي تعتبر الأكثر تأثيرا على المكون.
مراقبون أكدوا أن اغتيال القرغولي لا يقتصر على كونه حادثا فرديا بل يشير إلى مشاكل كبرى في العلاقة بين المرجعيات الدينية السنية والقوى السياسية ويكشف هشاشة التوازن داخل المجتمع السني.
أصابع الاتهام وُجهت أيضا إلى الوقف السني، حيث نشرت وثيقة أمس السبت، فيها مجموعة من الأسماء التابعة لهذه الحركة وقد جرى تعيينهم كخطباء لعدد من الجوامع، وهو ما يؤكد أن الملف سياسي باطنه وظاهره ديني.
ما هي المدخلية
يُنسب هذا التيار إلى ربيع بن هادي المدخلي الذي ولد في السعودية وأيضا إلى محمد أمان الجامي الأثيوبي، ولهذا يسمون أنفسهم بعض الأحيان بالـ “الجامية”، وبرز حضورهم في العراق خلال السنوات الماضية من خلال الجوامع التي استغلها أتباع هذا التيار في التأثير بالخطاب الديني ومحاولة تعميق الانقسام داخل هذا المجتمع لاسيما في المحافظات الغربية.
وحول هذا الأمر يقول المحلل السياسي حيدر عرب الموسوي في حديث لـ”المراقب العراقي” إن “هذه التيارات والحركات تشكل خطرا واقعيا على الأمن العراقي والاستقرار الداخلي وعلى الجهات المختصة تعقبها ومعرفة نشاطها”.
وأكد الموسوي أن “الصراع الديني له انعكاسات خطيرة ويجب الحفاظ على هذه المؤسسة بعيدا عن المصالح السياسية والحزبية”.
وكانت عضو لجنة الأوقاف النيابية نهال الشمري قد قالت في بيان إن “هذه الجريمة المروعة هي نتيجة طبيعية لسوء الإدارة المتعمدة من قبل رئيس الوقف السني الذي لم يكتفِ بتقـاعسه عن واجبه، بل أسهم بدعمه لجهات غير معتدلة في خلق بيئة من الفتنة والانقسام حول بيوت الله”.
هذا وطالب الرأي العام العراقي الحكومة وكل من له علاقة بضرورة ملاحقة هذه الحركة وكل التيارات الأخرى المتطرفة ومنع تمكنها في العراق، تجنبا لمشاريع الفتنة والتفرقة التي جاءت هذه المجاميع لبثها داخل مجتمعاتنا المُحافِظة، من خلال مجموعة من المتعاونين من الداخل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى