اراء

رياضة التشكّي وإعلام الفُرقاء!

زكي الطائي..

يُقال إنه إذا ما أردتَ أن تحرج منافسيك فعليك بخطوات عمليّة ناجحة وهي كفيلة بردّ أي ادّعاء أو بهتان! خطوات هي التي تتكلّم بدلاً من اللجوء للسرد على منابر الإعلام.

لوحظ في الآونة الأخيرة ظاهرة انتشرت بشكل كبير في أوساط الرياضة العراقيّة وهي ظاهرة لجوء المسؤولين أو عامّة الرياضيين للإعلام بشكل لافت للنظر ونشر غسيلهم أمام الرأي العام بشكل لا يمت إلى العمل الرياضي لا من قريب ولا من بعيد، وهذا ما وسّع الخلافات بينهم وبشكل غريب، وهو ينطبق على مستوى إدارات الأندية والاتحادات الرياضيّة، كذلك في أروقة الرياضة الأخرى.

بصراحة بعض الكلام لا يليق حتى بروّاد المقاهيّ ترى ما السبب في لجوئهم إلى الإعلام، هل هو إفلاس من أي برنامج عمل واقعي أم نتيجة قصر نظر في مفهوم الرياضة الحقيقيّة؟

ما تحتاجه الرياضة العراقيّة حاليًّا برامج عمل واقعيّة تستند إلى خطوات يمكن تنفيذها لا إلى خطوات لا تتحقق حتى في الأحلام! وهذا لم نلمسه أو نشاهده في رؤية أي مسؤول رياضي كونه يكتفي بتسقيط الإدارة السابقة ومحاولة الظهور منتصرًا، وفي الحقيقة عدم وجود خطوات على أرض الواقع.

وهذه المسألة جعلت من بعض الإعلاميين أن يحوّل هذا الخلاف بين فرقاء الرياضة إلى مادّة إعلاميّة دسمة من أجل الحصول على متابعات ومشاهدات تخدم القناة التي يعمل بها والحصول على منافع بغضّ النظر عن هدف الإعلام الرياضي المهني في ايصال رسائله الإيجابيّة دائمًا للرأي العام.

والظهور الأخير للكابتن يونس محمود في مؤتمره الصحفي خير دليل على ذلك، ولا ندري ما الحكمة من هذا الظهور الذي كان خاليًا من أي برنامج عمل مستقبلي أو حتى الإشارة إلى ذلك وتركّز على مظلوميّته التي يعاني منها!.

الحقيقة أن يونس محمود يعيش أفضل حالاته، فهو النجم الكروي اللامع، وهو نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، وهو ابن الوسط الرياضي المدلّل، فهل يشعر بالغبن لأن هناك من يقول له وبصريح العبارة إنك لا تستطيع قيادة الكرة العراقيّة برغم أنك الهدّاف الكبير؟

العمل الإداري الرياضي يختلف تمامًا، والظاهر هذا ما يشعره بالغبن، ولو أعطى لنفسه فرصة أخرى للعمل وعدم الاستعجال كان أفضل حالاً له ولكرة القدم العراقيّة.

هل يستمر المشهد الرياضي على هذا المنوال من التشكّي والتباكي والتسقيط والوعيد والتجني والانحدار ونشر الغسيل على شاشات الفضائيّات الرياضيّة أم سيكون هناك ردٌ من قبل المعنيين في الأمر؟ إن كُلَّ ما يجري ليس من مصلحة الرياضة العراقيّة برمّتها سواء كانت كرة القدم أو الرياضات الأخرى فغياب عنصر المتابعة للإعلام وللرياضيين أيضًا وإظهار الجوانب السلبيّة وبشكل مستمرّ حوّل الرياضة إلى حلبة صراع مستمرّ لا ينتهي!

من هنا نودًّ أن يكون هناك رأي واجب على الرياضيين والإعلام في الكفّ عن نشر كُلّ ما يُسيء إلى سُمعة الرياضة العراقيّة ومنع الظهور والتركيز على جوانب العمل الإيجابيّة في الاتحادات الرياضيّة أو إدارات الأندية لأن ما نشاهده هو الجانب المُعتم السلبي فقط والذي يستند إلى مبدأ التسقيط والإساءة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى