حافظوا على مقاومتكم قبل فوات الاوان..!

كتب / مثنى الطائي..
بعد فرضت القوى الرجعية المُستكبرة من الرأسمالية ، والاشتراكية سابقا هيمنتها على مقدرات الامم والشعوب وخصوصا الإسلامية وإخضاع تلك المجتمعات لأرادتها وإذعانها لهيمنتها وزراعة الانظمة والحكومات والشخصيات التابعة والعميلة لها ، خضع وطبع لتلك القوى والهيمنة اغلب من لم ينتسب لمدرسة اهل البيت عليهم السلام وكربلاء ، من الحكومات والانظمة التي تدعي إنها إسلامية ! ، إلا اتباع شيعة ال البيت ع لانهم لايوجد في قاموسهم معنى للذُل والخنوع للظالمين والخضوع المستكبرين ،
وهذه الممانعة للقوى الرجعية المستكبرة والمقاومة لها تسامت وارتقت بقوتها ووسائل تحصينها كلما ازداد المحور المستكبر خبثا وظلما وإستعلاءا ، بفضل العقيدة السليمة والمنهج القويم والقيادة الشريفة العادلة والشجاعة الحكيمة ( المرجعية والولاية ) ،
كون نظام القيادة الشرعية في مدرسة اهل البيت ع لم يتوفر عند اي مدرسة وأنظمة أخرى ، فالعدو المستكبر ادرك حقيقة هذه القوى وعَلم بقدرتها في الوقوف بوجه كل مخططاتهم الاستعمارية ، فمسلسل تآمرهم وخبثهم طويل وكبير جدا ، وبسبب ما مر به المذهب الشريف وشيعة آل البيت ع من أحداثٍ وتحديات استهدفت وجودهم وهويتهم اُفرزت قوى الضد النوعي في ردع التهديد النوعي الذي يستهدفهم ،
وهذه الإرادة التي صنعوها لانفسهم ( الردع النوعي ) قد فاجأت وباغتت العدو وبدأت تتنامى وتتصاعد وتيرة نموها وإقتدارها مع مرور الزمن وتعايشت مع حجم التحديات الكبيرة وأثبتت نجاحا كبيرا في ثباتها وصبرها وصمودها ، وتأسيس الجيوش والقوى التعبوية والعقائدية في كل من ايران ولبنان واليمن والعراق وبعض البلدان ، وتمكنت من فرض إرادتها وتحصين نفسها وردع عدوها ، { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ }
وهذا لم يستحصل لولا الفكر الثوري الحسيني الذي سقى بذرته امام الامة الراحل الامام الخميني رض بماء عطاءه وجهاده وإخلاصه والامة التي احتضنت ثورته المباركة ومشروعه الاسلامي ،الذي أحيى فيه روح الإسلام من جديد وبث الحياة في عروقه وتأسيس القوى التعبوية المجاهدة ، وتمدد هذه الثورة وهذا الفكر في مختلف البلدان التي تبحث عن الحرية وتأبى العيش بالذل ، وانتشار الفكر المقاوم في مختلف البلدان الاسلامية وغير الاسلامية .
ثم جاء بعد ذلك مرجعنا المفدى السيد السيستاني دام ظله ليروي تلك الشجرة المباركة من جديد لتكون اكثر عطاءا عندما اطلق فتواه الجهادية التاريخية والخالدة وتأسيس حشدنا العقائدي المبارك ، والذي بدوره حقق مالم يتوقعه احد ، حيث حطم اعظم مشروع تكفيري عدواني على العراق والمنطقة ،
برعاية محور الشر الصهيو امريكي وحماتهم وداعميهم ومموليهم في المنطقة من مشايخ العهر والنفاق الخليجي ، ولولا تلك الجيوش والإرادات العقائدية المجاهدة ما انتصرت الثورة الاسلامية في ايران وما تحررت لبنان من الإحتلال الصهيوني وما تحررت اليمن من الهيمنة السعودية ولا تحرر العراق من سيطرة العصابات التكفيرية في المنطقة الغربية ،
ولولا تلك القوى لم يكن هناك تمهيد لصاحب الزمان عج ، لان شرط ايجاد الاعوان والانصار شرط مهم واساسي واستراتيجي في تحقيق الظهور الشريف ، وما اسدل ستار غيبة امامنا ارواحنا فداه لولا غياب هذا الركن الاساس لانه اجبر إمامنا على الغيبة ، وتوفيره يرفع احد موانع الظهور ، فعلينا ان ننتبه لاهمية حشدنا وضرورة ووجوب الحفاظ عليه لان اعداءه كُثر وادوات الاعداء للنيل منه من الجهلة والمرتزقة كثيرة جدا ، لانه الضامنة الحقيقية لوحدة العراق والثغر المهم لوحدة شعبه والحِصن الاهم للحفاظ والدفاع عن شيعة ومقدسات ومكتسبات العراق ، والحفاظ عليه والدفاع عنه اعتبرها مسؤولية شرعية وأخلاقية تقع على عاتق الجميع وخصوصا من بيدهم السلطة ومقدرات البلد ،
من الاحزاب والسياسين ، لان مشروع تخوين وشيطنه حشدنا انطلقت من الايام الاولى لانطلاق الفتوى المباركة وهو يقدم الدماء العزيزة من ارواح ابناءه المجاهدين والتضحيات الجسام لعوائل الشهداء وافواه الحمقى وناكري الجميل لاتكف عن تخوينهم فكيف اليوم ! ، فهناك مشروع كبير لشيطنة حشدنا ومحاربته بكل الوسائل الضاغطة السياسة والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية وتشويه سمعته ، بل كل محور المقاومة مستهدف وعملية شيطنته وتقطيعه وتشويه سمعته وإسقاطه بأعين جماهيره مشروع قائم ومحور الشر اعطاه اولى اولوياته ،
لانه لايوجد مشروع مضاد لإستكباوهم غير الشيعة والحشد ومحور المقاومة فالحِذار الحذار من التهاون والتراخي واللامبالاة في الدفاع عنه وتحصينه ، فأقل تساهل وتغافل في الدفاع عن احد اهم حصوننا هو يعني إننا فُي طور استحقاق دفع اثمان وضرائب باهضة ! ،
فَروي عن مولانا امير المؤمنين عليه السلام قال: « مَنْ نامَ لَم يُنمْ عَنه ، وَمَن نامَّ عن نُصرة وَليه انتبهَ بوطأة عدوه» ، فلا يمكن ان نصنع لنا مجدا وعِزا لديننا وبلداننا وعقيدتنا وصون هويتنا وثقافتنا الاسلامية مالم تكن لنا قوة عقائدية متماسكة تستطيع الوقوف وصد مؤمرات اعدائنا ، حيث اذكركم واذكر نفسي بقول مولانا المظلوم أمير المؤمنين ع الذي خذلته عموم سيوف والسن الاصحاب والانصار في زمانه حيث قال: «والله لَا أكُونُ كَالضَّبُعِ تَنَامُ عَلَى طُولِ اللّدْمِ» ، الذي يحذرنا من الغفلة عن العدو والإستسلام لمكره وهدهدته ، فإنك اذا نمت وغفلتك وتساهلت وتغافلت عن العدو فهو لا ينام ولايغفل ويتساهل معك لحظة ، ويُفكر ويعمل دوما للكيد بك حينها لاتنفعنا ندامة ! ، فعلينا تعلم البصيرة من أئمتنا ع وقادتنا ويقضتهم في تعاملنا مع خصومنا وخصومهم واعدائهم واعدائنا .
واعلموا ان دفاعكم عن هذه الكيان المجاهد هو دفاعا عن حياض الدين وجهادا في سبيل الله ، وانكم تدافعون عن جيش صاحب الزمان عج والممهدين له ، خصوصا اننا ننتسب لدين ومذهب ذلك الامام امير المؤمنين ع الذي جهل حقه الكثير من الموالين وانكره المعاندين والمُضلين لانه ميزان الحق والعدل ، ولم يُهادن في قول الحق والدفاع عن الحق والمظلومين ومخاصمة الظالمين ،
حيث قال صلوات الله عليه: «اللهَ اللهَ في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله» ، فاليوم نمتلك فرصة عظيمة في الدفاع عن حصننا الامني والجهادي ، فعلينا ان نحرص ان لاتفوت هذه الفرصة ونضيعها من يدنا حينها نخسر كل شئ والعياذ بالله ، وستكون الضريبة باهضة ومكلفة والخسائر فادحة والملامة مرفوضة ، فاعوا وتداركوا ياأولوا الألباب .



