مراسم مهيبة للسيدين الشهيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين تزلزل الكيان الصهيوني

هتافات المشيعين وصلت تل أبيب
المراقب العراقي/ متابعة..
يعتقد الكيان الصهيوني أنه ومن خلال اغتيال قادة المقاومة في لبنان لاسيما الشهيدين السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، بأن المقاومة قد انتهت وأن أنصارها لم يعودوا داعمين لها كما في السباق، ولكن المشهد المزلزل الذي ظهرت فيه لبنان اليوم الاحد، خلال تشييع الشهداء السادة قد أربك حسابات الكيان وداعميه في ظل خروج ملايين المواطنين في مراسم التشييع المهيب.
ووصلت هتافات المشيعين إلى عقر دار الحكومة الصهيونية في تل أبيب من خلال التغطية غير المسبوقة لأي حادثة حيث تمت تغطيتها من قبل مئات الوسائل الإعلامية كما تزامنت أيضا مع مراسم تشييع رمزية في غالبية بلدان العالم، والتي نادت بالموت للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية، كما اشارت الى أن الشعوب لن تتخلى عن القضية الفلسطينية مهما كان الثمن.
وعملت سلطات الاحتلال على إغاضة الجموع الغفيرة من خلال التحليق المكثف والمنخفض لطيران الكيان لكن هذا لم يزد المعزين إلا إصرارا وثباتا وعزيمة على إكمال طريق السيد الشهيد.
وحول هذا الأمر قال الإمام الخامنئي في البيان الذي تلاه السيد مجتبى الحسيني، أن ”المجاهد الكبير، وزعيم المقاومة الرائد في المنطقة، سماحة السيد حسن نصر الله (أعلى الله مَقامَه)، قد بلغ الآن ذروة العِزّة وجثمانه الطاهر يُوارى في الثرى بأرض الجهاد في سبيل الله، ولكنّ روحه ونهجه سيتجلّى شموخهما أكثر فأكثر يومًا بعد يوم، إن شاء الله، ويُنيران درب السالكين”.
وأضاف “فليعلم العدوّ أن المقاومة في مواجهة الغصب والظلم والاستكبار باقية، ولن تتوقف حتى بلوغ الغاية المنشودة، بإذن الله”. وقال “وأمّا الاسم المبارك، والوجه النوراني لسماحة السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله عليه)، فهو أيضًا نجمٌ لامعٌ في تأريخ هذه المنطقة، وقد كان ناصرًا صفيًّا، وجزءًا لا يتجزّأُ من قيادة المقاومة في لبنان”.
وختم رسالته” سلامُ الله وسلامُ عباده الصالحين على هذين المجاهدين الشامخين، وعلى سائر المجاهدين الشجعان، الذين ارتقوا شهداء في الآونة الأخيرة، وعلى شهداء الإسلام جميعهم. وأخصُّكم بسلامي، يا أبنائي الأعزاء، شباب لبنان البواسل”.
في السياق شدّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، على أنّنا نودّع قائداً تأريخياً استثنائياً وطنياً عربياً إسلامياً ويمثّل قِبلة الأحرار في العالم، “قاد الأمة إلى المقاومة والمقاومة إلى الأمة، وبات كلاهما معه قلباً واحداً”
وتعهّد الأمين العام لحزب الله الشيخ قاسم بحفظ الأمانة والسّير على هذا الخط، وقال: “إنّا على العهد يا نصر الله وسنكمل الطريق ولو قتلنا جميعاً”.
وتوجّه الشيخ قاسم في كلمته إلى الحشود التي حضرت مراسم التشييع مؤكداً أنّهم الشعب الوفي والمعطاء، ووصف اليوم بأنّه تأريخيّ و “لم يوجد مثله في تأريخ لبنان”.
على صعيد الحرب ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، قال الشيخ قسم “إنّنا واجهنا الكيان الإسرائيلي ومن ورائه الطاغوت الأكبر أميركا التي واجهت غزة وفلسطين ولبنان والعراق وإيران”.
وأشار إلى “حجم الضغط الذي كان غير مسبوق على المقاومة ومجاهديها وبيئتها ولكنّ حجم الصمود في المقابل كان غير مسبوق أيضاً”. وفي هذا السياق، تطرّق الشيخ قاسم إلى مسألة الأسرى متوجّهاً إليهم بالتحية، ومشدّداً على عدم تركهم لدى الكيان الإسرائيلي.
وبشأن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وكيان الاحتلال، أكد الشيخ قاسم أنّ لبنان التزم بالاتفاق ولم تلتزم “إسرائيل”، لافتاً إلى مسؤولية الدولة اللبنانية بعد انتهاء مهلة الاتفاق للانسحاب الإسرائيلي.
وقال الشيخ قاسم “وافقنا على طلب العدو وقف إطلاق النار لأن لا مصلحة لنا باستمرار القتال من دون أفق سياسي ولا ميداني”، موضحاً أنّ ذلك مثّل نقطة قوّة.
وذكّر الشيخ قاسم أنّ المقاومة موجودة ومستمرة في جاهزيتها وقوية عدداً وعدّة وأنّ “النصر الحتمي آتٍ”، مضيفاً أنّ المقاومة هي “خيارنا الإيماني والسياسي، وهي حق وهي حياة الشعوب الحرة للتحرير، ولا يستطيع أحد أن يسلبنا هذا الحق”.
وأعلن الشيخ قاسم أننا أصبحنا الآن في مرحلة جديدة تختلف أدواتها وكيفية التعامل معها، وقال “سنُمارس عملنا في المقاومة نصبر أو نُطلق متى نرى مناسباً”، مشدّداً على أنّه “لن تأخذوا بالسياسة ما لم تأخذوه بالحرب”.