بغداد
مرتضى التميمي
تمنيتُ لو أنني نورسُ
وألبسُ ريشاً كما يلبسُ
أطيرُ على النهر والضفتين
وفوق جسورِ الهوى أجلسُ
أراقب بغداد منذ الصباحِ
وأختارُ ظلّاً إذا تشمسُ
وأذهب حيث المقاهي تطلُّ
على النهرِ فالليل لا يُنعسُ
لأنّ الحكاياتِ تنتابُنا
على غرّةٍ حينما ندرسُ
فيرتفع الشاي حتى يلبّي
نداءَ الدماغِ فيستأنسُ
فبغداد أيقونةٌ من مزيجٍ
جميلٍ تضوعُ به الأنفُسُ
ترفرفُ رايتنا للسلامِ
ويعلو بوجدانها المقدسُ
تجهّز شجعانها للثباتِ
وتمحو الشياطين إذ وسوسوا
هي الأم إن شحّت الأمهات
وحضنٌ لطيب الرؤى يعكسُ
تنفسّتُ بغداد عند السلام
وعند الحروبِ فلا تيأسوا
لأن شموخ العراق الأبيّ
وإن عسعسَ القهرُ لا يُطمسُ
تعالوا إلى بلد الباسمين
فإن القلوبَ لكم مجلسُ