اخر الأخبارثقافية

ستار كاووش .. من مدينة الثورة الى معارض أوروبا

ستار كاووش أقام أكثر من معرض في بغداد قبل مغادرته البلاد في تسعينيات القرن الماضي،ولعل من أهم تلك المعارض معرض (أقدام وأرصفة) في منتصف الثمانينيات، والذي رسم فيه قاع المدينة من الأرصفة وإطارات السيارات وأقدام المارة..الخ ، لتتوالى معارضه الأخرى مثل معرض (الباص الأحمر) في قاعة الرشيد ومعرض (جسد المدينة) في مركز الفنون، وحتى معرضه الأخير (رجل وامرأة) في قاعة الرواق قبل سفره من العراق.
كاووش ذهب إلى أوروبا وهو يحمل معه أسلوبه التعبيري المتأثر بالتعبيرية الالمانية ومع أنها مدرسة أوروبية اصلا الا انه استطاع أن يضيف سحرا شرقيا لتلك المدرسة جعله متميزا في أعماله اللاحقة، وقد حقق نجاحاً في هولندا مما جعل أشهر مجلة فنية تصدر في هولندا وهي مجلة (أتيليه) أن تضع واحدة من لوحاته كغلاف لها، وهذه خطوة كبيرة لفنان أجنبي بالنسبة لبلد الفن هولندا، لتختار بعدها منظمة العفو الدولية لوحته (الحديث بصوت هادىء) وطبعتها كبطاقة بريدية وزعتها في كل دول العالم، ويعد ذلك إنجازا مهما له وللتشكيل العراقي ، كما صدرت خمسة كتب ملونة وبطباعة فاخرة عن تجربته اللافتة والمدهشة بلغات عديدة ولاقت انتشارا واسعا وأصبحت إضافة للمكتبة التشكيلية العراقية والعالمية، وقد وضعت هذه الكتب في المكتبات العامة لما يقارب العشرين مدينة هولندية ضمن كتب الاستعارة، ومن ضمنها كتاب أصابع كاووش الذي كتب فيه ثلاثة وعشرون وشاعرا وشاعرة هولنديين قصائد خاصة عن لوحاته، وقد طبعت في الكتاب اللوحات وصاحبتها القصائد التي كتبت عنها. وبذلك فأن كاووش وضع لبنة في صرح التشكيل العراقي عالميا مشاركا مع العديد من الفنانين العراقيين الذين ساهموا في تشييد هذا الصرح الكبير والمتميز.
كان وصولة الى هولندا بداية لسلسلة من النجاحات الفنية بعد ستة سنوات من المصاعب ومتاعب العيش في أوكرانيا ولقد تفاجأ عند وصولة إلى هولندا بعد فترة قصيرة بأن أحد الأصدقاء قد جمع مبلغاً لابأس به من الآخرين كتبرعات بحجة مساعدته على القدوم من أوكرانيا وقد استولى هذا الشخص على المبلغ دون علمه لأنه لا يعرف بالموضوع أصلاً مما أوقعه في أكثر من موقف محرج مع الأصدقاء، كذلك خسارته مجموعة من أعماله التي أمَّنها عند نفس الصديق الذي رفض إعادة الأعمال اليه كما أَسَرَّ لي في لقائي معه عند زيارته الأولى للبلاد منذ سنوات بعد غيبة طويلة في مغتربه الأوروبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى