اراء

حوادث “النزّال ” ومطبات الإهمال

بقلم/ سلام سعود الزبيدي..

مدينة سبع البور هي ناحية تقع أقصى الشمال الغربي لمحافظة بغداد عانت الإهمال الخدمي أكثر من عقدين من الزمن بسبب تقصير المسؤولين في الحكومات المركزية والمحلية منذ التغيير حتى اليوم، وعلى الرغم من انها تعرضت الى حوادث امنية خلال التقلبات التي عصفت بالعراق، سيما عامي “2006 و 2014″، وقدمت تضحيات جسيمة من أبنائها في مواجهة الإرهاب، فهي لازالت تضحي بصراعها مع الإهمال، اذ ترتبط هذه المدينة مع شارع التاجي بطريق محاذي الى ذراع دجلة يتراوح ما بين “7 الى 8″ كم، وصولاً الى مركز الناحية، يعرف عند أهالي المنطقة بـ”النزّال” او السايد الواحد، ويتخلل هذا السايد مداخل متعددة للقرى فضلاً عن اكثر من مدخل للناحية، ودائما ما يصبح او يمسي أبناء المدينة على حادث مروري يودي بحياة عدد من الضحايا ويتكرر هذا المشهد بشكل يومي او أسبوعي لكنه لم ينقطع منذ مدة طويلة.

هذا الشارع قد تمت إعادة اكسائه بعد عام “2006” وهو يتمتع بحالة جديدة منذ ذلك الحين، ولا توجد فيه مطبات او تخسفات، لكن احياناً رعونية بعض السواق او عدم انتباههم، وبالتحديد سائقي الحمل يتسبب بالحوادث ناهيك عن السرعة الجنونية والتهور في الاجتياز مع العلم انه “سايد واحد” فقط.

وبعد مناشدات كثيرة وعمل من بعض الخيرين تمت انارة هذا الشارع وقللت تلك الانارة الى حد ما من الحوادث في الليل لكنها لم تمنعها، فكانت مطالب أهالي الناحية بتأثيث الشارع بالعلامات المرورية كحل مؤقت لحين استجابة الجهات ذات العلاقة من اجل تحويله الى “سايدين”، علماً أن الطريق عندما يعبر المدينة ويدخل ضمن الحدود الإدارية لمحافظة الانبار “طريق الكرمة” يتحول الى “سايدين”، وهذا يعني اننا لا نطالب بمعجزة وانما بمشروع بسيط لا يكلف الدولة بقدر أجور “الضيافة” لمسؤوليها ولا السيارات المصفحة والحمايات التي تهدرها سنوياً من موازنة الدولة على السلطتين التشريعية والتنفيذية انما يحتاج مادة  مكونة من “القير والحصى” فقط.

اقتباس “المواطن يموت ويدفع ضريبة موته”، هذه هي العقلية التي يتعامل بها المسؤولون في الدولة”..

الاخوان المسؤولون المحليون وعملاً بالمثل الشعبي، “إجة يكحلها عماهة” قاموا بنصب مطبات صناعية على طول الطريق، يعني ان الحوادث إذا كانت تكرر بنسبة قليلة ستزداد أكثر لان تلك المطبات ستتسبب بالتوقف المفاجئ وتربك الشارع، وتعمل على تدميره وتعطل حركة المرور فيه، ما يعني ان “المواطن يموت ويدفع ضريبة موته”، هذه هي العقلية التي يتعامل بها المسؤولون في الدولة فهم تعلموا على الحلول الترقيعية من اسلافهم ولازالوا يتعاملون بها.

لذلك نطالب السيد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، كونه هو الوحيد القادر على إيجاد الحلول لتلك المدينة، الى زيارتها ولا نكلف عليه عناء الطريق لأنه يزور بشكل دوري مشروع “بغداد الموصل”، ويستطيع ان يدير موكبه الى “النزال” ويجري زيارة سريعة الى الناحية ويستمع الى مطالب أبنائها لأننا نتوسم به خيراً، ونرجو أن يكون هو أول رئيس وزراء يصل اليها منذ “21” عاما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى