الحشد الشعبي يبث الرعب في نفوس دعاة الفوضى ومؤامرة حله تتبدد
بعد ان أحرق مخططات واشنطن بنيران صموده
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
تشكلت قوات الحشد الشعبي، بناءً على فتوى المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، في وقت سقط ثلثا العراق بيد تنظيم داعش الاجرامي، ليكون نقطة التحول في تأريخ البلد، إذ استطاعت هذه القوة، قلب موازين المعركة وإعادة ثقة القوات الأمنية بعد ان اهتزت عقب انسحاب القطعات العسكرية من مدينة الموصل وغيرها من المدن، لتبدأ بعدها معارك التحرير التي كان للحشد المقدس دور في نجاحها وتحقيق الانتصار، ليكون بعدها قوة قادرة على إفشال مخططات الاستكبار العالمي.
ومع التطورات التي تشهدها المنطقة، تسعى بعض الأطراف الداخلية والخارجية لبث اشاعات بخصوص اقبال العراق على تغيير مماثل لما حدث في سوريا، وان المرحلة المقبلة ستشهد حل قوات الحشد الشعبي كجزء من التغيير، إذ تحاول وسائل إعلام معروفة التوجه بزج اسم المرجعية الدينية بهذه القضية، لأن هذه الأطراف تعرف جيداً، بأن صمام أمان العراق هو قوات الحشد والمقاومة الإسلامية القادرتين على هدم أي مشروع تآمري يمس الأمن أو العملية السياسية في العراق.
وبحسب خبراء في مجال الأمن، فأن الحشد الشعبي يمثل اليوم، قوة كبيرة تدعم القوات الأمنية وتساهم في القضاء على الخلايا النائمة في المناطق المحررة، وبالتالي فأن أية محاولة للمساس به، ستؤثر على أمن العراق، وتخلق ثغرات ومناطق رخوة، يمكن من خلالها ان تستعيد الجماعات الإجرامية قوتها في بعض المناطق، وتهدد أمن واستقرار البلاد، فهذه القوات لم تحرر الأرض لينتهي دورها، بل تلعب دوراً مفصلياً في مسك الأرض وإسناد القوات الأمنية بالمناطق التي تنشط فيها التنظيمات الاجرامية.
وبهذا الشأن، يقول المحلل السياسي أثير الشرع: إن “الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني والغرب يعلمون مدى قوة الحشد الشعبي وكيف استطاع ان يحقق الانتصارات ويفشل المشروع الداعشي في العراق، منوهاً بأنه من الطبيعي ان تطالب قوى الغرب بحل الحشد الشعبي”.
وأضاف الشرع لـ”المراقب العراقي”: ان “قوى المقاومة والحشد الشعبي في العراق، تقف بالضد من مشروع الشرق الأوسط الجديد، وهو ما يدفع واشنطن لبث مثل هذه الاشاعات، للتأثير على نفسية المقاتلين والضغط على الحكومة العراقية”.
وأشار الى ان “الحشد الشعبي ولد من رحم المرجعية الدينية الرشيدة وقرار حلّه بيد المرجعية، وهو أمر مستبعد بشكل نهائي في النجف الأشرف وحتى من الطبقة السياسية في العراق”.
وأوضح الشرع، أن “بعض وسائل الاعلام العربية والغربية، تروّج لفكرة ان دول الاستكبار وضعت شرط حل الحشد الشعبي، مقابل عدم التدخل في العراق، مبيناً ان رئيس الوزراء فنّد هذه الأكاذيب عندما صرّح بأن هذه الاشاعات غرضها إثارة الفتنة”.
وتابع: ان “العراق يتعرّض الى أبشع الاستهدافات والمؤامرات، وهناك خطر أمني حقيقي متمثل بوجود التنظيمات الاجرامية في سوريا، وبالتالي يتطلب الحذر من الدسائس التي تريد ان تمررها بعض وسائل الاعلام، مبيناً ان الحشد الشعبي قوة تمتلك تأييداً سياسياً ودينياً وشعبياً، والمساس بها يعني المساس بأمن العراق”.
ومنذ تشكيله، تعرّض الحشد الشعبي الى محاولات لتسقيطه أو النيل من سمعته، بدءاً من الهجمة الإعلامية التي شنتها بعض وسائل الاعلام، خلال حروب التحرير واتهامه بالسرقة، في محاولة يائسة للتغطية على الانتصارات التي حققها في المعارك، والى يومنا هذا، إذ تعترض بعض الجهات السياسية على إقرار قانون الحشد الشعبي الذي يضمن حقوق المقاتلين الذين ضحوا بأنفسهم، من أجل ان يصل العراق الى ما وصل اليه اليوم، من تقدم أمني واستقرار سياسي وبوادر لثورة عمرانية تشمل مختلف القطاعات.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط، تحولات جيوسياسية خطيرة تقودها أمريكا والكيان الصهيوني، واللذان يسعيان الى إعادة رسم خريطة المنطقة، بعيداً عن محور المقاومة الإسلامية، وبالتالي تسعى بعض الجهات الداخلية والخارجية في العراق الى استغلال هذه التحولات، لتمرير بعض الأهداف التي تخدم مصالحها ومصالح الاستكبار في البلد، أبرزها الحديث عن حل قوات الحشد الشعبي أو دمجها ضمن المؤسسة العسكرية.