المراقب والناس

حالة من الغليان تشهدها المدن العراقية..تواصل التظاهرات الشعبية للمطالبة بالخدمات والقضاء على الفساد

هحخهحهخ

تظاهر مساء الجمعة الماضية عشرات الالاف من المواطنين في بعض محافظات الوسط والجنوب ,وذلك للمطالبة بمكافحة الفساد وتحسين واقع الخدمات والطاقة الكهربائية. وشهدت محافظات عدة تظاهرات كبيرة، وبالرغم من انها اتسمت بالمطلبية، فانها تجاوزت ذلك الى قضايا تتعلق بالدعوة الى تعديل مسار العملية السياسية في العراق. وقد خرج, متظاهرون في مناطق مختلفة، من الجنوب والوسط الى الشمال حيث اقليم كردستان، احتجاجا وغضبا على تردي الخدمات وتفشي الفساد في المؤسسات الرسمية، والوسط السياسي الذي يدير الدولة. العنوان الأكبر في هذه التظاهرات هو الخدمات، التي غدت مفقودة، خاصة تلك المتعلقة بالحياة والمعيشة والكرامة. هذه الخدمات التي تعد من الحاجات الأساسية للإنسان، ومنها الكهرباء بشكل أساسي. وهنا يبرز مطلب مكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين، كهدف مهم و كبير وواسع، يعبّر عنه بعدد من المطالب، ومن خلال شعارات واهازيج، لها فعل سحري على قلوب المتظاهرين، بالنظر الى ما عانوه من نقص الخدمات وترديها. فيما هم يسمعون بالميزانيات الكبيرة جدا، ولا يحصدون غير الوعود والكلمات الطنانة، لا يحصلون على شيء ولا يتبين لهم سوى ان المليارات تذهب الى حسابات نهّابي الشعب، سراق المال العام. فهذه التظاهرات غير معنية بتغيير النظام السياسي الى رئاسي او غير ذلك، وليست بابا لصراع المتنفذين، او طريقا لتصفية الحسابات في ما بينهم، ولا مجالا لمن يريد العودة الى الحكم بعد ان أتيحت له اكثر من فرصة لحكم العراق، ولم يقدم شيئا، الا انها عبارة عن نداءات شرعية تطالب بالخدمات المفقودة وهي ابسط حقوق المواطن لا اكثر.
بغداد والخدمات العليلة
تظاهر المئات من أهالي مناطق الأطراف الشرقية في بغداد، مطالبين بتوفير الخدمات. وقال عضو المجلس المحلي لحي المعامل كاظم المحمودي: إن “المئات من أهالي مناطق الشاعورة والسعادة والكرامة شرقي بغداد خرجوا، صباح الجمعة الماضية، بتظاهرة عفوية كبقية التظاهرات في بقية أنحاء العراق للمطالبة بتحسين الخدمات”، مبينا أن “تلك المناطق لا تتوفر فيها خدمات، وهي تقع على الحدود الإدارية بين محافظتي بغداد وديالى”. وأضاف المحمودي، أن “هذه المناطق تابعة لديالى جغرافياً ولبغداد إدارياً”، مبينا أن “المتظاهرين قطعوا الطريق المؤدية الى مستودعات الرصافة النفطية، مهددين بالتسبب في أزمة خانقة، في حال عدم الاستجابة لمطالبهم”. ودعا المحمودي الحكومة الى “إرسال مسؤولين للتفاوض مع المتظاهرين وتسلم مطالبهم”، موضحا أن “أبرز المطالب هي توفير الماء، أما الكهرباء فهي أصبحت فوق مستوى المسؤولين”. وتشهد بغداد ومحافظات عدة، منذ الجمعة الماضية، تظاهرات حاشدة احتجاجاً على “الفساد” وسوء الخدمات وللمطالبة بتحسين الكهرباء تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة الى مستويات قياسية.
بابل: اغلاق المجلس المحلي في المسيب
أقدم شيوخ عشائر في قضاء المسيب التابع لمحافظة بابل، على اغلاق المجلس المحلي للقضاء، احتجاجا على تردي الخدمات الاساسية. وعلقت عشائر في المسيب لافتات على مبنى المجلس، تحذر فيها اعضاء المجلس من فتح ابوابه والعمل مجدداً. وكان مما كتب عليها (يعتبر رفع الاقفال وفتح الابواب تحديا لعشائر وشباب المسيب)، كما طالب شيوخ العشائر وشباب المسيب بحل المجلس واجراء انتخابات جديدة.
البصرة: متظاهرون يطالبون بوظائف
تظاهر العشرات من أهالي مناطق جنوبي البصرة وشماليها ، أمام حقول النفط القريبة من مناطقهم، وطالبوا بتوفير فرص عمل لهم في تلك الحقول. وتظاهر العشرات من مواطني ناحية الدير، شمالي البصرة، ولليوم الثاني على التوالي، قاطعين الطرق المؤدية الى حقول نهران عمر النفطي، للمطالبة بوظائف، فيما رفضوا الخدمات السيئة والتلوث الذي تعانيه الناحية، بسبب الاستخراج النفطي. وقالت وكالات انباء محلية، ان “شركة نفط الجنوب، ارسلت وفدا للتفاوض مع المتظاهرين، واقناعهم بفتح الطرق المؤدية الى الحقول النفطية، لتأمين وصول موظفي الشركة”. وكذلك تظاهر العشرات من أهالي منطقة السيبة جنوبي البصرة، أمام حقول النفط القريبة من مناطق سكناهم للمطالبة بتوفير فرص عمل في تلك الحقول.
موظفو العقود يطالبون بالتثبيت
تظاهر العشرات من موظفي العقود في هيئة إعمار النجف، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم، وفيما طالبوا بتثبيتهم على الملاك الدائم، قطعوا الطرق الرئيسة. وفي الكوت تظاهر موظفوا عقود تنمية الاقاليم في محافظة واسط، مطالبين بحقوقهم ورواتبهم التي لم تصرف منذ شهرين. وقال مصدر في واسط، ان “عدد موظفي العقود على تنمية الاقاليم، يبلغ اربعة الاف موظف”، مشيرا الى ان المتظاهرين نددوا بالحكومة المحلية لعدم الاستجابة لمطالبهم”. وردد المتظاهرون هتافات “باسم الدين باكونة الحرامية”، ولم يخرج اي مسؤول محلي للاستماع لمطالبهم.
ميسان: متظاهرون يهددون باعتصام مفتوح
تظاهر العشرات من أهالي ناحية المشرح في ميسان، للمطالبة بتحسين الخدمات وإيصال الكهرباء والماء إلى مناطقهم بـ”صورة منتظمة”، وهددوا بتحويلها إلى اعتصام مفتوح في حال عدم تحقيق مطالبهم، فيما قطعوا طريقاً تربط المحافظة بإيران عبر منفذ الشيب. وقال أحد المشاركين في التظاهرة أبو وردة الصكري، إن “العشرات من أهالي ناحية المشرح جنوبي العمارة، خرجوا في تظاهرات على طريق منفذ الشيب المؤدي إلى إيران، للمطالبة بتحسين الخدمات، فضلاً عن إيجاد وظائف نكسب من خلالها قوت يومنا”. وأضاف الصكري أن “ناحية المشرح تعد البؤرة الأساسية لتصدير النفط وأهم المناطق التي تتواجد فيها الشركات الأجنبية التي تعمل على استخراج النفط، إلا إنها تعاني نقصاً كبيراً في تقديم الخدمة للأهالي ,خصوصاً أن الكثير من شبابها عاطلون عن العمل وظروفهم المعيشية قاسية وصعبة”.
النجف: مزارعون يطالبون بمستحقاتهم
تظاهر المئات من مزارعي النجف، وسط المحافظة للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية، وإطلاق حصصهم المائية، فيما اتهمت اللجنة الزراعية في مجلس المحافظة الوزارات المعنية بخلق أزمات جديدة. وقال مصدر في النجف، ان المتظاهرين طالبوا بصرف التعويضات المالية التي لم تصرف لهم من جراء الاضرار التي لحقت ببساتينهم وبيوتهم بسبب الامطار والسيول، كما طالبوا بصرف مستحقاتهم المالية لمحصولي الحنطة والشعير ومنح الاجازات لإنشاء البحيرات الزراعية. وردد المتظاهرون شعارات عبرت عن استيائهم وسخطهم على الحكومتين المحلية والاتحادية، لعدم الاهتمام بهم وتجاهل تنفيذ وعودهم. وكان من ضمن الشعارات “كلا – كلا للمفسدين” و “كلا – كلا للسراق” و”باسم الدين باكونه الحرامية”. كما طالب الفلاحون بإلغاء الضرائب وتقليل المخصصات والمنح التي تصرف للرئاسات الثلاث والوزراء، لتجنيب الفلاحين والكادحين وذوي الدخل المحدود نتائج الاجراءات التقشفية المجحفة بحق قوت المواطنين، بسبب السياسة الاقتصادية الخاطئة التي مارستها الحكومات المتعاقبة, على حد قولهم.
“الحمزة الشرقي”: مطالبات بحل مجلس الديوانية
حيث تظاهر مئات المواطنين في قضاء الحمزة الشرقي، جنوبي الديوانية، للمطالبة بتحسين الخدمات وإصلاح الأوضاع الاقتصادية ومحاسبة المفسدين في وزارة الكهرباء، مرددين هتافات (اليوم سلمية وغدا نعتصم، اصحى يا شعب ميفيدك الباطل، باسم الدين سرقوك الحرامية)، وفي حين طالبوا بحّل مجلسي القضاء والمحافظة لفشلهما في عملهما، أقر مسؤولون محليون بالفشل “بسبب غياب التخصيصات المالية وتحكم بغداد بالقرار وغياب الدعم البرلماني”-حسب قولهم.
خانقين: تظاهرة ضد سوء الخدمات
نظم العشرات من أهالي قضاء خانقين شمال شرقي بعقوبة، وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء والماء. وقالت عضو مجلس محافظة ديالى، أمل عمران، ان العشرات من أهالي خانقين (105كم شمال شرقي بعقوبة)، نظموا وقفة احتجاجية، في ساحة كراندي وسط القضاء للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وأبرزها الكهرباء والماء. وأضافت عمران أن مطالب أهالي خانقين مشروعة وسيتم نقلها إلى مجلس المحافظة من اجل مناقشتها والاستجابة لها وتلبيتها وفق الإمكانيات المتاحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى