اراء

المواهب النسوية تبحث عن فرصة

عبد الرحمن رشيد..

لو تصفحنا سجلات الرياضة النسوية في سبعينيّات وثمانينيّات، وأيضًا تسعينيات القرن الماضي لمختلف الألعاب الرياضيّة سواء كانت فرديّة أو جماعيّة، لوجدنا في سجلاتها عبر كُل تلك العقود، أسماءً من ذهب، وأبطالاً طرّزت صدورهم الميداليّات الملوّنة عبر مشاركاتهم الخارجيّة العربيّة والآسيويّة والدوليّة، وحتى كانت لهم مشاركات مشرّفة في الأولمبياد. وعندما نذكر الأسماء، فإن القائمة تطول، ومازلنا نتغنّى بإنجازاتهم في مجالسنا ونذكرهم بكل فخر واعتزاز وتقدير.

وهنا يبرز سؤال على سطح الجفاف الذي تعاني منه رياضتنا النسوية وسرّ تراجعها الخطير، ربّما لكونها محكومة بالتقاليد، وهو أحد الأسباب الرئيسة في تراجعها، وأيضًا من الأسباب الأخرى عدم الاهتمام بالرياضة النسويّة، وتقع المسؤوليّة على الجميع ولا نستثني أحدًا دون غيره.

وفي ظل هذا التراجع، اليوم نلمس نهضة رياضية نسوية تبشّر بالخير، خاصة في إقليم كردستان، بدليل أن أغلب لاعبات المنتخبات الوطنية، خاصّة في لعبتي “كرة السلة والكرة الطائرة”، هُنَّ من محافظات الإقليم. ذلك يبعث برسالة مفادها، أن هناك وعيًا وإدراكًا لمعنى إنعاش الرياضة النسويّة، ونأمل ونتمنى أن يعمَّ ذلك في جميع محافظات العراق. وهي ولادة بالمواهب النسائيّة لمختلف الألعاب الرياضيّة سواء كانت فرديّة أو جماعيّة، ولكنها بحاجة إلى الدعم والاهتمام من قبل المؤسّسات الرياضيّة.

وأوّلها تشكيل فريق من الكشّافين وصناعتهم لعودة رياضتنا النسويّة إلى الواجهة مجدّدًا، وهذا وحده لا يكفي، بل لا بدّ من تفعيل دور خريجي الكليات الرياضية ومنحهم الفرص لاستغلال طاقاتهم العلمية وتوظيفها لصالح الرياضة النسوية، فضلاً عن تفعيل الرياضة المدرسية واعتماد الدرس الرياضي أساساً في صناعة المواهب الرياضية وتقديمها بشكل يلبي الطموحات.

وأيضاً على الأندية الرياضية، وخاصة الكبيرة، مسؤولية الاهتمام ورعاية الرياضة النسوية والأخذ بيدها لمختلف الألعاب. وهنا تُسكب العبارات، لأن كرة القدم جرفت الكثير من الرياضات الأخرى، في الوقت نفسه، تعتمد الدول المتطوّرة على الألعاب الفردية وأيضًا الجماعية غير كرة القدم لتحقيق الأوسمة في مشاركاتها الخارجيّة.

لذلك لا بدّ على المعنيين، أن يلتفتوا بعين صادقة للرياضة النسوية، لأنها تشكّل ركناً أساسياً في رياضات الدول المجاورة، وخاصّة إيران على سبيل المثال لا الحصر. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نغفل التطوّر الحاصل للرياضة النسوية في الإقليم التي أخذت مساحات مهمّة من قبل المسؤولين ونهضت بشكل ملفت للنظر، ونأمل أن تحذو المحافظات حذو الإقليم، لعودة الروح إلى الرياضة النسوية.

ولا يمكن أن لا نشير هنا إلى أن اتحادي كرة الشبكة وكرة القدم اللذين أسّسا لرياضة نسوية في اللعبتين، وهناك قاعدة كبيرة لهذه الرياضة في بغداد وجميع المحافظات حققت منجزاً يُشار له بالبنان في المشاركات الآسيويّة والدوليّة. وهنا فإن اتحاد كرة الشبكة يعدُّ واحدًا من أفضل الاتحادات الرياضيّة حيث أولى اهتمامًا كبيراً بالرياضة النسويّة للعبة.

ونأمل من بقيّة الاتحادات، أن تعمل جاهدة لتفعيل الرياضة النسوية في ظل ظروف صحية ومساحة من الحرية مُنحت للمرأة العراقيّة، لتَنخرط في كُل مجالات الحياة، ومنها الرياضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى