5عقود من التنافس

بقلم/ محمد الجوكر
تمتدُّ العلاقاتُ الكرويةُ بين الإمارات والعراق الى أكثر من خمسة عقود، حافلةً بالمحبّة والتنافس الرياضي الجميل، وتقديم أجيالٍ من النجوم الذين ارتدوا قمصان منتخبات وأندية البلدين الشقيقين.
وبدأت الحكاية عام 1970 عندما قام نادي الخليج من إمارة الشارقة ـ قبل دمجه مع العروبة ليصبح نادي الشارقة الحالي ـ بزيارة إلى العراق، ولعب خلالها مبارياتٍ تجريبيّة عدّة مع أندية محافظة السليمانيّة، ومنذ ذلك التأريخ تشكّلت جسورُ التواصل الكروي مع الأشقاء، وتعزّزت أكثر مع تعاقُد الأندية الإماراتيّة على مدى السنوات مع مدربين ولاعبين عراقيين تركوا بصمتهم في ملاعبنا.
أما على مستوى المنتخبات، فقد جاءت أولى المواجهات بين “الأبيض” و”أسود الرافدين” في كأس فلسطين عام 1973 بليبيا، ثم عام 1975 في تونس، تلتها مباراة كأس الخليج الرابعة في الدوحة عام 1976، ثم مواجهة بغداد في “خليجي 5” عام 1979.
وجاءت النتائج حينها لصالح العراق، نظرًا لتأريخه الكبير وقوّته الكروية، وكانت آخر المحطّات البارزة، اللقاءَ الأخير في تصفيات المُلحق الآسيوي، الذي انتهى بالتعادل الإيجابي (1-1).
ولا ننسى المواجهة التأريخيّة في نهائي “خليجي 21” بالبحرين، الذي يعد من أجمل النهائيّات، وانتهى بتتويج “الأبيض” بلقبه الخليجي الثاني، كما جمعت المنتخبين لقاءات عدّة على مستوى المنتخب العسكري في دبي والكويت أواخر السبعينيّات، إضافة إلى منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي، وكانت جميعها تتسم بالأداء الجميل والروح الرياضيّة والتنافس النزيه.
ومازلت أذكر المشهد الأجمل في مباراتنا الأخيرة، حين عبّرت جماهيرنا عن تقديرها للكرة العراقيّة، قابله ردّ فعل أروع من محبّي “الأخضر” العراقي، الذين أبدوا محبّة واحترامًا كبيرين لـ”الأبيض” الإماراتي، ولهذا وجد اتحاد الكرة الإماراتي كُلّ الترحيب من نظيره العراقي، وتسهيل مهمّة جماهيرنا التي ستغادر بعد المباراة.



