T-72B3.. دبابة روسية مزودة بحماية مضادة للمسيرات

كشف الجيش الروسي عن دبابته القتالية المتطورة من طراز T-72B3 بتجهيز فريد، يتمثل في درع معدني مضاد للمسيّرات على شكل تابوت يحيط بجسم الدبابة.
ويُقال إن نظام الحماية هذا يتمتع بقدرة عالية على مقاومة الهجمات الجوية المحتملة بواسطة الطائرات المسيّرة.
ويتألف هذا الدرع، الذي يشبه التابوت، من عدة صفائح معدنية متصلة بزوايا محددة لتُسهم بعكس موجة الانفجار وتوزيعها بأكبر قدر ممكن، فيما تُضاف شبكات معدنية إلى المقدمة لحماية الدبابة من المقذوفات.
كما يتيح الغطاء المعدني العُلوي للدبابة نقل الجنود القتاليين بداخلها، ما يوفر لهم ملاذًا متحركًا يمكّنهم من الوصول إلى النقاط الحيوية في ساحة المعركة بسرعة وأمان، مع الحفاظ على جاهزيتهم القتالية لتنفيذ المهام الموكلة إليهم.
ورغم أن هذا التصميم غير المعتاد يزيد من وزن الدبابة بشكل ملحوظ، فإن الهدف الأساس يبدو متمثلاً في تعزيز سلامة الطاقم في ظل طبيعة الحروب الحديثة، حيث أصبحت المسيّرات تشكل تهديدًا خطيرًا ومباشرًا للمركبات المدرعة.
تجدر الإشارة إلى أن T-72B3 هي دبابة قتال رئيسية روسية تنتمي إلى عائلة T-72، وتم تطويرها كنسخة إنتاج كثيف منخفضة التكلفة مقارنة بالنماذج الأحدث.
وتُعد دبابة T-72B3 واحدة من أكثر النسخ تطورًا ضمن عائلة الدبابات الروسية T-72، وقد طُوّرت لتكون تحديثًا اقتصاديًا وفعالًا للدبابات القديمة المنتشرة بأعداد ضخمة في الجيش الروسي. بدأ العمل على هذا الطراز في أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وظهرت رسميًا لأول مرة عام 2011 لتصبح منذ ذلك الحين العمود الفقري للقوات المدرعة الروسية، خصوصًا في وحدات الخطوط الأمامية.
تعتمد الدبابة على هيكل T-72B الأصلي الذي تم تعديله وتدعيمه بأنظمة حماية ونيران واتصال حديثة. يبلغ وزنها القتالي نحو 46 طناً، وتحتفظ بتصميمها الكلاسيكي ذي البرج المنخفض والهيكل المائل الذي يمنحها قدرة جيدة على التخفي وتقليل البصمة الحرارية والرادارية. زُوّدت بمحرك ديزل من طراز V-92S2F بقدرة 1130 حصانًا، يمنحها سرعة قصوى تصل إلى 70 كيلومترًا في الساعة على الطرق المعبدة، مع مدى عملياتي يبلغ نحو 500 كيلومتر باستخدام خزانات الوقود الإضافية.
من حيث التسليح، تحمل T-72B3 مدفعًا رئيسيًا من عيار 125 ملم من نوع 2A46M5 قادرًا على إطلاق الذخائر التقليدية والموجهة، بما في ذلك الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات من طراز Refleks التي يمكنها إصابة أهداف على مدى يصل إلى 5000 متر. وتدعمها رشاشات ثانوية من عيار 7.62 ملم و12.7 ملم لتوفير تغطية ضد الأفراد والطائرات المنخفضة الارتفاع.
أما نظام السيطرة على النيران فقد خضع لتطوير شامل، حيث جُهزت الدبابة بمنظار حراري من نوع Sosna-U الذي يتيح للرماة اكتشاف الأهداف ليلًا ونهارًا وفي مختلف الظروف الجوية، مع نظام حساب باليستي رقمي مرتبط بالمستشعرات الخارجية التي تقيس سرعة الرياح واتجاهها ودرجة الحرارة. كما زُوّدت بمنظومة اتصالات رقمية حديثة تتيح تنسيقًا فعالًا بين الوحدات المدرعة.
فيما يتعلق بالحماية، احتُفظ بالدرع المركب الأصلي مع تحسينات في الطبقات الأمامية والجانبية، وإضافة وحدات دروع تفاعلية من نوع Kontakt-5 التي توفر مقاومة فعالة ضد المقذوفات الخارقة للطاقة الحركية ورؤوس الشحن الجوفاء. كما جرى تطوير أنظمة الإطفاء الآلي والحماية من أسلحة الدمار الشامل، وتزويد بعض النسخ الحديثة بدروع جانبية مرنة وأقفاص معدنية مضادة للمقذوفات الصاروخية الخفيفة والمسيّرات الانتحارية.
وشاركت T-72B3 في عدة ساحات قتال مثل أوكرانيا وسوريا، حيث أظهرت أداءً متباينًا؛ فقد أثبتت فاعليتها من حيث قوة النيران والقدرة على المناورة، لكنها واجهت تحديات في مواجهة الأسلحة المضادة للدروع الغربية المتقدمة، مما دفع روسيا إلى تطوير نسخة أحدث تُعرف باسم T-72B3M أو T-72B4، مزودة بأنظمة رؤية حرارية أكثر تطورًا ودرع محسّن ومحرك أقوى.
وتُعتبر T-72B3 اليوم مثالاً على فلسفة التحديث الروسية القائمة على إعادة تأهيل المعدات القديمة بتكاليف محدودة لتلائم متطلبات الحرب الحديثة، مع الحفاظ على البنية الميكانيكية البسيطة التي تسمح بصيانتها وتشغيلها بسهولة في ظروف القتال القاسية.



