شاب عراقي يحول التصوير إلى رسالة إنسانية

في عالم مزدحم بالضجيج والسرعة، هناك من يختار أن ينصت للصمت ويمنح التفاصيل الصغيرة حقها في أن تُرى وتُروى، منتظر حميد، شاب عراقي قرر أن يضع قلبه خلف الكاميرا، لا عينه فقط، ويوجه عدسته نحو الإنسان لا الحدث، نحو اللحظة التي تمضي لكنها تترك أثراً لا يُنسى.
من بغداد، حيث ولد عام 2000، سار منتظر في طريق بدا بعيداً عن الفن في بدايته، تخرَّج من قسم الرياضيات في الجامعة المستنصرية، قبل أن يكتشف أن الأرقام وحدها لا تكفيه لفهم الحياة، وجد نفسه في التصوير، لا كحرفة، بل كرسالة.
ويقول منتظر: “بدأت رحلتي عام 2019، عندما فهمت أن الصورة ليست مجرد لقطة جميلة، بل أداة إنسانية بإمكانها أن تغير نظرة الناس وتلامس وجدانهم”.
ومن خلال عمله مع منظمة إنسانية، انطلق ليوثق قصص المرضى والأطفال في الميدان، لكنه لم يكن يبحث عن إثارة أو شفقة، بل عن الأمل الخفي خلف التعب، والكرامة التي تبقى رغم الألم.
ويضيف منتظر، “أنه لا يصور كي يظهر الضعف، بل ليظهر القوة التي تتوارى خلف نظرة، أو ابتسامة خافتة وسط المعاناة”.
وحرص منتظر في كل ما يلتقطه على احترام خصوصية من يصورهم، مؤمناً أن الصورة لا تكون إنسانية إلا إذا حفظت كرامة صاحبها.
وعن ذلك يقول: “الكاميرا امتداد لقلبي، لا أرفعها إلا إذا شعرت أن اللحظة تستحق أن تُروى، لا أن تُستغل”.
ورغم أنه يعمل في سلك التعليم، إلا أن تجربته كمعلّم ساعدته على التواصل الإنساني بعمق أكبر.
وأضاف : ” أن التدريس جعله يتقن قراءة الناس، من خلال نبرة الصوت ونظرة العين، وهذا ما ساعده في التقاط الصور التي لا تتحدث عنهم فقط، بل معهم”.
بالنسبة لمنتظر، التصوير ليس مهنة ولا هواية، بل مشاركة وجدانية حقيقية مع من يمرون في حياتنا دون أن نعرف حكاياتهم.



