اراء

حقوق ..إرادة الشعب في وجه التلاعب والتزوير

بقلم/ حسن سلام..
منذ فجر التجارب السياسية الحديثة، ظلّت الانتخابات مثار جدل بين المفكرين والساسة، بين من يراها أداةً مثالية لتجسيد إرادة الشعوب، ومن يعدّها ساحةً للتزوير والتلاعب وشراء الذمم. لكن، ورغم كل تلك الاختلالات، تبقى الانتخابات – رغم شوائبها – الخيار الأقلّ كلفةً والأكثر شرعيةً من بين كل البدائل.

فما الذي يقدّمه خيار المقاطعة مثلاً؟
هل يغيّر شيئاً في معادلة السلطة، أم يفتح الباب أمام من تُرفض سياساتهم ليتحكموا بالمشهد دون منافس؟
إن التجارب تُثبت أن المقاطعة لا تُسقط الشرعية عن النظام، بل تُضعف صوت الإصلاح الحقيقي وتمنح الفاسدين فرصة التمدّد أكثر.

من هنا أؤمن أن المشاركة في الانتخابات واجب وطني وشرعي، وأن الإصلاح التدريجي يمكن أن يكون من داخل العملية الانتخابية نفسها، لا من خارجها. فبين آلاف المرشحين، لا بدّ أن نجد من هم الثقات، المؤمنون، المخلصون الذين يسعون بإيمان وعزيمة لتقويم الاعوجاج وخدمة الناس.

أمَّا من يقول: “حتى الصالحون يتغيّرون حين يصلون إلى السلطة”، فأقول له: إن القلوب بيد الله، وهو وحده مقلبها. وما علينا إلا أن نؤدي واجبنا في إيصال الصالحين إلى مواقع التأثير، فبقدر ما نُضعف الفاسدين، نمنح للوطن أملاً في النهوض والإصلاح.

لقد أثبتت حركة حقوق ومن يدعمها من الشرفاء الأنقياء أن المشاركة ليست مجرد أرقامٍ في صناديق، بل موقفٌ وطنيٌّ نابع من الإيمان بقداسة الأرض والعِرض، ومن الثقة بأن العراق لا يُصلَح باليأس، بل بالفعل والإصرار على التغيير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى