اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

موجة اختراقات تضرب حسابات المسؤولين على الـ”واتس آب”

الحكومة بلا حصانة رقمية


المراقب العراقي/ سيف الشمري..
في سابقة خطيرة، جرت اختراقات لحسابات مسؤولين بارزين في الدولة العراقية على تطبيق “واتس آب” الذي كان يُعد من البرامج الأكثر أماناً في البلد، لكن هذه الصورة سرعان ما اهتزت بمجرد الإعلان عن “تهكير” حساب مستشار رئيس الوزراء وآخرين غيره، كما يرسم لنا هذا الموضوع، مشهداً جديداً عن مدى انعدام السرية خاصة في المعلومات الحكومية والمتعلقة بالأمن القومي للعراق، كون غالبية هذه المعلومات يتم نقلها عبر مواقع إلكترونية، ما يجعلها عرضة للاختراق والوصول إلى جهات داخلية وحتى خارجية التي تريد إحلال الفوضى وضرب الاستقرار العراقي.
وتحوّل الصراع في العصر الحديث من المعارك العسكرية إلى استخدام الذكاء الاصطناعي أو الوسائل التقنية كالتجسس، بالإضافة الى الهجمات السيبرانية التي باتت اليوم، واحدة من أسلحة العصر المهمة، والتي تمكنت من خلالها الجمهورية الإسلامية الإيرانية قبل أيام، من الحصول على معلومات مهمة عن الكيان الصهيوني تتعلق ببرامجه النووية وملفات استخبارية مهمة أعلنت عنها طهران.
وتستعين الدول اليوم ببرامج خاصة تمكنها من اختراق جميع المواقع التكنولوجية سواء في العراق أو أي من البلدان الفقيرة بالتطور الإلكتروني، والذي ما يزال يعتمد على برمجيات وتطبيقات أجنبية تجعل منه عرضة للاختراق والتجسس من الدول المسؤولة عن هذه المواقع، لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية التي تمتلك العدد الأكبر من هذه التطبيقات والتي توظفها بالأساس لمثل هكذا عمليات مشبوهة.
وحول هذا الأمر، يقول خبير التكنولوجيا علي أنور في حديث لـ “المراقب العراقي”: إن “كل دولة لديها جيش واستخبارات وأكثر من نظام أمنّي وخط دفاعي، وهذا الشيء يجب أن يتوفر في العالم الرقمي”.
وأضاف، أن “العراق لديه أكثر من قضية، وأولها وضع مجموعة من اللوائح والقوانين تحمي الأمن الداخلي السيبراني، على سبيل المثال، فأننا لا نمتلك قوانين لمكافحة الجرائم الالكترونية أو حماية المعلومات الخصوصية والشخصية”.
وأكد، أنه “في كل دول المنطقة وأكثرها يتشكل جزءٌ من المنظومة الأمنية خاص ومسؤول عن حماية الدولة رقمياً وتتم تسميتها بهيأة الأمن السيبراني أو جهاز الأمن الإلكتروني حسب كل بلد”.
ونوّه إلى أنه “في العراق تشكّل مؤخرا، مركز في مكتب رئيس الوزراء خاص بالأمن السيبراني، ونتمنى أن يكون على مستوى هيأة، لكن المحاصصة قد تعيق ذلك، ولهذا نطالب بجعله مستقلا”.
وبيّن، أنه “اليوم حتى نرتب الوضع الداخلي للعراق، نحتاج الى منظومات دفاعية وهذه تتطلب توفير تطبيقات وبرمجيات وأدوات نراقب من خلالها، الفضاء السيبراني والنشاطات المشبوهة وخطة للدفاع والصمود بوجه هذه الهجمات الخارجية والداخلية”، لافتا إلى أن “الهجمات ليست بالضرورة أن تكون خارجية بل بعضها داخلية، كأن تقوم مؤسسات داخل البلد بمهاجمة الأخرى”.
مراقبون طالبوا الحكومة بضرورة متابعة مثل هكذا عمليات والذهاب نحو إنشاء نظام معلوماتي داخلي لا يمكن التلاعب به أو اختراقه من الخارج، من أجل الحفاظ على أمن البلد واستقراره، وعدم جعل معلوماته رهينة بيد الهجمات السيبرانية والاختراقات التكنولوجية كما حصل قبل أيام، وأيضاً إنشاء نظام اتصالات جديد يصعب تعقبه، خاصة وان الكيان الصهيوني وواشنطن قد نفذتا عمليات اغتيال مؤخرا سواء في العراق أو لبنان وحتى إيران من خلال شريحة الهاتف التي يتم تتبعها والتجسس على حامليها بواسطة برامج خاصة.
هذا ويرى مختصون، أن سبب هذه المشكلات هو الاعتماد الكبير على التطبيقات الأجنبية مثل “واتساب وتلغرام” وغيرهما من المنصات التي تدار من خارج العراق، وغياب البنية التحتية الرقمية الوطنية لحماية البيانات والمراسلات الرسمية، بالإضافة إلى ضعف الوعي الأمني الإلكتروني لدى بعض المستخدمين والمسؤولين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى