اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

الجمهورية الإسلامية تواجه دول الاستكبار بمفردها وتقف صامدة أمام “آلية الزناد”

“46” عاماً من العقوبات الغربية المجحفة


المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
على الرغم من تأكيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سلمية برنامجها النووي، إلا انه يعتبر مصدر قلق وإزعاج لدول الاستكبار العالمي، على اعتبار ان طهران أصبحت قوة عسكرية لا يمكن مجاراتها، وتشكل تهديداً مباشراً على ربيب الغرب الكيان الصهيوني ومصالح أمريكا وأوروبا في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما دفع تلك الدول الى محاولة القضاء على برنامج إيران النووي بأي شكل من الأشكال، لكنها وبعد أكثر من أربعين عاماً، لم تستطع ان توقفه، بل على العكس، طوّرت إيران برنامجها بشكل كبير، ممّا زاد من مخاوف واشنطن بشكل أكبر.
وقبل سنوات، أجرت طهران وواشنطن، مباحثات حول البرنامج النووي الإيراني، وتم التوصّل الى اتفاقيات تتعلق بالتخصيب والاستخدام، لكن هذه التفاهمات سرعان ما انهارت بسبب إخلال الولايات المتحدة والدول الأوروبية بالاتفاق، لأن هذه الدول شعرت بأن المفاوضات ستزيد من قوة إيران، سيما مع قوة المفاوض الذي استطاع مجاراة دول العالم الكبرى وجرها حيثما يُريد، الأمر الذي دفع أمريكا الى التملّص وانهاء المفاوضات لفرض سيناريو يخدم مصالحها.
الخيار العسكري لم يكن ناجحاً أمام قوة واستعداد الجمهورية الإسلامية، التي اثبتت قدرتها الكبيرة خلال حرب الـ12 يوماً، إذ لم يتوقع الكيان الصهيوني المدعوم من أمريكا، ان تكون طهران بهذا الحجم من الاستعداد، وان منشآتها النووية محصنة بالشكل الذي لم تستطع الوصول اليه حتى القنابل الأمريكية الخارقة، إضافة الى قوة الرد التي جعلت الولايات المتحدة تعيد حساباتها في مواجهة طهران عسكرياً، سيما وان إيران وسعت بنك أهدافها لتشمل مصالح واشنطن بالمنطقة كلها.
بعد سلسلة من الفشل في مواجهة إيران عسكرياً ودبلوماسياً، عادت واشنطن للضغط على الجمهورية الإسلامية عبر بوابة العقوبات، أو ما يُعرف بتفعيل “آلية الزناد” والتي فرضتها مجموعة “الترويكا الأوروبية”، المكونة من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، إذ ترى طهران، ان الحديث مجدداً عن العقوبات هو بضغط أمريكي، مشيرة الى ان تصرفات واشنطن اثبتت بأن الخيار الدبلوماسي ليس مجدياً معها، وبالتالي فأن إيران أغلقت أبوابها بوجه أية مباحثات بشأن ملفها النووي.
وبحسب ما يراه مراقبون، فأن العودة الى تفعيل “آلية الزناد” من قبل الترويكا الأوروبية والتي ترتكز على آلية القرار الأممي 2231 الذي صادق على الاتفاق النووي في 2015، هي خطوة لها انعكاسات سلبية على الجمهورية الإسلامية، لكنها حتما ستكون جاهزة لمثل هذه العقوبات، ومثلما واجهت أمريكا عسكرياً، فهي جاهزة لخوض الحرب الاقتصادية، خاصة وان هذه العقوبات ليست الأولى التي تفرضها واشنطن على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ويقول المحلل السياسي محمود الهاشمي لـ”المراقب العراقي”: إن “هنالك برنامجاً واحداً أعدته المخابرات الأمريكية بالاتفاق مع إسرائيل ودول المنطقة “المُطبّعة”، والذي يقضي للضغط على دول الممانعة وعلى رأسها إيران وفصائل المقاومة، لكنهم فشلوا في ذلك عسكرياً عبر الخسائر التي تكبدتها أمريكا وإسرائيل في طوفان الأقصى”.
وأضاف الهاشمي، أن “دول الاستكبار تريد ان تضعف المقاومة في المنطقة عبر سحب سلاحها، وتغيير الأنظمة في هذه المناطق، وهذا الضغط الاقتصادي الذي يجري الآن، هو أحد أساليب أمريكا وإسرائيل لضرب البرنامج النووي”.
وأوضح، ان “هذه الضغوط قد تعايشت معها إيران، فهي تواجهها منذ انطلاق الثورة الإسلامية الى يومنا هذا، وتعتبر الدولة الأكثر تعرّضاً للعقوبات الدولية بدفع أمريكي، وهذا جعلها تكتسب خبرة في مواجهة المخططات والحروب الاقتصادية”.
وأشار الهاشمي الى ان “إيران سوف تتجاوز العقوبات الأمريكية والأوروبية وستخرج من هذه المؤامرات أقوى بكثير واقتصادها أنشط”، منوهاً الى ان “الوضع تغير كثيراً، فالصين وروسيا أعلنتا وبشكل مباشر رفضهما لهذه العقوبات، وهو ما يقوي جبهة إيران”.
يذكر ان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، انتقد قيام دول “الترويكا” الأوروبية بتفعيل “آلية الزناد” وإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، مؤكدًا، أن طهران ليست لديها أية خطة “حاليًا” للتفاوض بشأن برنامجها النووي، منوهاً الى ان قرار فرنسا وألمانيا وبريطانيا، لم يكن قائمًا على حساب عقلاني، بل جاء نتيجة نوع من العناد، في إطار تنفيذ مطالب أمريكا دون النظر إلى مصالح هذه الدول الأوروبية الثلاث نفسها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى