اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

صمود المقاومة “يُنكّس” راية العدو الصهيوني ويُجلسه على طاولة التفاوض

نيران غزة تحرق أهداف “نتنياهو”


المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
فشلَ الكيان الصهيوني المدعوم من أمريكا في تحقيق أهدافه، من خلال الحرب التي شنها ضد محور المقاومة الإسلامية في المنطقة، خاصة في قطاع غزة، فعلى الرغم من التأكيدات الإسرائيلية بأن جيش الاحتلال لن يوقف عملياته العسكرية وحرب الإبادة إلا بعد القضاء على “حماس” وانهاء أية جهة ترفع لواء مواجهته، إضافة الى إفراغ غزة من سكانها وإطلاق سراح جميع الأسرى لدى المقاومة، إلا انها وافقت مرغمة على شروط ترامب لوقف إطلاق النار واللجوء الى المفاوضات.
الرضوخ الصهيوني للمفاوضات، يأتي من باب الفشل العسكري الكبير في القضاء على المقاومة الفلسطينية، وفشل الخطة العسكرية لاجتياح غزة، إذ ظهر جيش الاحتلال، عاجزاً عن مواجهة المقاومة، على الرغم من التفوق من حيث العدد والعدة، لتبقى غزة عصية على الكيان الغاصب الذي يعاني اليوم، أزمات سياسية واقتصادية كبيرة، نتيجة خسائره في معركة طوفان الأقصى، إضافة الى انه يعيش عزلة سياسية عالمية لم تحدث له على مر التأريخ، خاصة بعد الاعتراف الدولي الكبير بدولة فلسطين، الأمر الذي أجبر نتنياهو وحكومته على الانصياع للأوامر الأمريكية والقبول بالمفاوضات.
وعلى مدى أكثر من عامين، لم ينجح الكيان الصهيوني في تحقيق أي هدف من الأهداف التي رسمها للحرب التي اعقبت هجوم طوفان الأقصى، رغم استخدام سياسة الأرض المحروقة، وشن حرب إبادة جماعية ضد المدنيين من الأطفال والنساء، وفرض حصار جائر منع فيه من دخول المساعدات الإنسانية والغذائية، وتسبب في أزمة جوع كبيرة، كل هذا لم يسعفه بالقضاء على المقاومة التي مازالت عملياتها متواصلة لغاية يومنا هذا، الأمر الذي جعل نتنياهو وحكومته بموقف صعب، فهو خسر الدعم الدولي وفشل بالإفراج عن الرهائن، ولم يستطع الدخول الى غزة واحتلالها، ليخرج خالي الوفاض من حرب انهكت الكيان الصهيوني بشكل كبير.
الجدير ذكره، ان وسائل أعلام إسرائيلية ذكرت نقلاً عن نائب رئيس “مجلس الأمن” القومي السابق عيران عتصيون، إن حكومة نتنياهو وصلت إلى نهاية طريقها وهي لم تنجح في تحقيق أهدافها، وأوصلت “إسرائيل” إلى عزلة سياسية لا سابق لها، وهو ما يعكس، ان نتنياهو لم يخسر التأييد الدولي فحسب، بل يواجه هيجاناً كبيراً في الداخل، وهو ما يضاف الى سلسلة الخسائر التي مُني بها الكيان الصهيوني خلال طوفان الأقصى.
وحول هذا الموضوع، يقول المحلل السياسي حيدر عرب الموسوي لـ”المراقب العراقي”: إن “شروط ترامب لإنهاء الحرب في غزة، تعتبر طوق نجاة للكيان الصهيوني من محنته الحالية”.
وأضاف الموسوي، انه “على الرغم من ان شروط ترامب هي ما كان يرغب به الكيان الصهيوني من إطلاق سراح الأسرى، وحماس لن يكون لها دور في إدارة منطقة غزة، والكثير من الشروط الأخرى، لكن بالمقابل، فأن حماس عدت عدتها قبل ان توافق”.
وأشار الى ان “أمريكا والكيان الصهيوني لا يمكن الوثوق أو أخذ ضمانات منهما، بشأن عدم شن عمليات أخرى ضد غزة، وهل تتخذ أمريكا موقفاً لمنع الانتهاكات في حال حصولها؟.. لا اعتقد ذلك”.
وأوضح الموسوي، انه “رغم عدم الثقة بالجانب الصهيوني، إلا ان القبول بالمفاوضات هو بحد ذاته يعد نصراً للمقاومة، واعترافاً بفشل الكيان الصهيوني في تحقيق أهدافه عسكرياً، فلم يتمكن الجيش الصهيوني من اقتحام غزة أو تحرير الرهائن أو القضاء على حماس”.
الرضوخ الصهيوني للمفاوضات يؤكد، ان من يراهن على المقاومة حتماً سيكون حليفه الانتصار، وأن كثرت الخسائر، فمعركة طوفان الأقصى شهدت خسائر بجانب محور المقاومة الإسلامية من شهداء وقادة وتدمير للبنى التحتية، إلا انها حققت هدفها الأساس والمتمثل بعدم الاستسلام للصهاينة والحفاظ على الأرض والمقدسات وإفشال مخطط السيطرة على المنطقة ومشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يقسم المنطقة ويجعلها تابعة “لدولة إسرائيل الكبرى”، على حد وصف دول الاستكبار.
ان الكيان الصهيوني بادر بقبول شروط ترامب لوقف الحرب في غزة، فور الإعلان عنها، وهو ما يفسّر بأن إسرائيل تريد أي طريق للخروج من المأزق التي وضعت نفسها به، إضافة الى انه يؤكد فشل آلتها العسكرية التي راهنت عليها قبل فترة قصيرة.
وفي وقت سابق، وافقت حماس على خطة ترامب بشأن غزة، وقالت انها سلمت ردها للوسطاء، معلنة موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، كما جددت الحركة، موافقتها على تسليم إدارة القطاع لهيأة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناءً على التوافق الوطني الفلسطيني، واستناداً للدعم العربي والإسلامي، لكنها أكدت، أن مستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب يُناقَشان في إطار فلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى