اراء

رسالة إلى زعيم الدوري

سعد المشعل..

اليوم موعدكم الرسمي أمام النصر السعودي، الفريق المدجّج بنجوم العالم وللتذكير أن كرة القدم لا تعترف بالأسماء الكبيرة بقدر ما تعترف بالأداء الجماعي، الرجولي، والروح العالية التي عهدناها منكم.

الكادر التدريبي بقيادة المدرب الوطني عبد الغني شهد، يمتلك الرؤية في كيفية التعامل مع الفرق الكبيرة، وهو يدرك أن هذه المباراة مصيرية وذات طابع خاص، خصوصاً أنها تقام على أرضكم وبين جماهيركم البيضاء العريضة. شهد سبق له قيادة منتخباتنا في بطولات عالمية، ويعرف كيف يوظف الأدوات ويستثمر قدرات اللاعبين في مثل هذه المباريات الحاسمة. وإذا ما خطف النقاط الثلاث اليوم، فسيثبت أن فريقه لا يهاب أي مواجهة، لا في بغداد ولا في الرياض.

إنها مباراة رسمية يا نوارس بغداد، مباراة ينتظرها جمهوركم الوفي. اهتموا، استعدوا بقوة، وادخلوا أرض الملعب منذ اللحظة الأولى بروح الانتصار. سيطروا على مجريات اللقاء بالضغط الهجومي، لا تتركوا أي دقيقة تمر بلا جدية، فالتأريخ يكتب من مثل هذه المباريات، وكرة آسيا ستسجّل لكم إنجازاً إن تحقق.

النصر السعودي قادم إلى بغداد، وسيطّلع على ما وصلت إليه عاصمتنا الحبيبة من تطور عمراني وحضاري يبعث على الفخر، من طرق وجسور وملاعب عملاقة. هذه هي الصورة الأولى المشرقة، وأنتم تكملونها بالتنظيم، بحفاوة الاستقبال، وبالهتافات الترحيبية التي تليق بضيوفكم. نريد أن نظهر صورة الجماهير العراقية المثقفة، ونريد من لاعبينا أن يكونوا مثالاً للروح الرياضية، بعيداً عن الخشونة أو المشادات الكلامية. الانضباط أولاً، فهو أساس كرة القدم الحديثة.

لتجعلوا من هذه المباراة فرصة ذهبية لمحو السلبيات وتجاوز الأخطاء التنظيمية، ولتكونوا أنموذجاً ينافس أرقى أندية الخليج وآسيا. لكل مباراة حسابها الخاص، وأنتم على قدر المسؤولية. رسالتنا إليكم واضحة: حضوركم يجب أن يكون مختلفاً هذه المرة، قوياً، مميزاً، مليئاً بالنِّدية، بعيداً عن دور الضيف، بل دور الأسد في الملعب.

كل الأوراق متاحة أمام المدرب عبد الغني شهد، فأنتم تملكون لاعبين مميزين جلبتهم إدارة الزوراء ليكونوا جوهرة هذه المباراة، ومعهم البدلاء القادرون على قلب الموازين متى ما أُتيحت لهم الفرصة. الجميع على قدر المسؤولية الوطنية.

أيها النوارس البيضاء، نحن نطالبكم بالفوز، باللعب الجماعي الجميل، وبإثبات أنكم زعيم الكرة العراقية عن جدارة، وأنكم قادرون على مواجهة أي فريق مهما علا شأنه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى