اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

صرخات أطفال غزة تدوّي في أرجاء العالم وتفضح زيف شعارات السلام الأمريكي

دماء المدنيين تُلطّخ البيت الأبيض


المراقب العراقي / سداد الخفاجي..
يمرُّ العالم اليوم بموجة من الاضطرابات والحروب والمشاكل السياسية والاقتصادية، لا سيما منطقة الشرق الأوسط التي لم تنعم باستقرار منذ سنوات عدة، وبجردة بسيطة جداً نجد أن واشنطن تحوز النصيب الأكبر في كل ما يدور بالعالم من أزمات، فهي بَنت أولى بداياتها على جماجم الأبرياء ولازالت، تتاجر بدماء الشعوب، وتقوم بافتعال الأزمات في البلدان والهيمنة على قرارها الأمني والسياسي.
ما تشهده المنطقة من دمار وتجويع وحصار وعلى وجه الخصوص غزة كله يتم بدعم من واشنطن عبر السلاح والمواقف السياسية، من أجل تحقيق أهدافها وفرض سيطرتها بشكل كامل على الشرق الأوسط، وإنهاء أي قوة معارضة لها، وتأسيس ما يُعرف بدولة إسرائيل الكبرى في المنطقة، لكي تكون “كلب حراسة” للمصالح الامريكية.
ومع تصاعد الجرائم الصهيونية في غزة وتواصل عمليات الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، وانقلاب المجتمع الدولي على سياسة واشنطن في الشرق الأوسط، يحاول ترامب تلميع صورة الولايات المتحدة عبر حديثه عن إخماد الحروب وإحلال السلام في المنطقة، لكن هذه التصريحات لا تغير من الواقع شيئاً، لأن المعروف وبالأدلة الدامغة أن الشعب الفلسطيني واللبناني والعراقي واليمني قُتل بالسلاح الامريكي، ومحاولات النأي بالنفس والتملص من الجرائم لن تُحسِّن الصورة الدموية المرسومة على أمريكا.
الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي ترامب اِدَّعى في خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه يسعى إلى تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، زاعما بأن حركة “حماس” رفضت بشكل متكرر كل العروض، كما ادعى أنه ساعد في إنهاء سبع حروب وأن ما يهمه هو إنقاذ الأرواح وليس الحصول على الجوائز، وهو ما فسره مراقبون بأن ترامب يحاول أن ينأى بنفسه عن الجرائم الصهيونية بعد الاعترافات الدولية بفلسطين ، ويريد أن يحقق طموحه في الحصول على جائزة نوبل للسلام.
وحول هذا الموضوع يقول الكاتب والمحلل السياسي صباح العكيلي لـ”المراقب العراقي” إن “أمريكا هي راعية الشر في المنطقة، وسياستها قائمة على القتل والدمار، ولا يستطيع ترامب أو غيره أن يغير هذه النظرة عن الولايات المتحدة”.
وأضاف العكيلي إن “تصريحات ترامب الحالية والسابقة تثبت نفاقه وكذبه، فهو يحاول تضليل الرأي العام بعد انقلاب الدول الحليفة لأمريكا من ضمنها بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا والكثير من البلدان، وهذا يكشف أن هناك حالة من عدم الرضا لسياسات واشنطن في العالم”.
وأشار الى أن “ترامب اِدَّعى قبل أن يدخل البيت الأبيض أنه سيوقف الحروب في أوكرانيا وغزة لكنه أثبت فشله وكذبه، وهو ما معروف عنه، منوهاً بأن أمريكا تعيش أزمات داخلية وخارجية بسبب سياسته التي توصف بالرعناء”.
وأوضح أن “تبني أمريكا للسلام وحماية حقوق الانسان لا يُخفي الوجه الدموي للولايات المتحدة، فهي معروفة بأنها راعية الإرهاب في العالم، وما حدث في الشرق الأوسط من دمار كله كان تحت قيادة واشنطن، وبالتالي فأن الحديث لا يغير شيئا ولا يحسن صورة”.
وبين العكيلي أن “أغلب الحلفاء للولايات المتحدة يبحثون عن شركاء جدد بسبب الخيانة والغدر الأمريكي، فلم تعد هناك دول تثق بواشنطن التي استهدفت حتى الدول التي تحت رعايتها، مثل قطر، منوهاً بأن تركيا كانت واحدة من أكثر البلدان صداقة مع أمريكا لكننا نراها اليوم تتحدث بصورة مغايرة عن السابق”.
واشنطن كرست كل ما تملك من قوة عسكرية ودعم للكيان الصهيوني خلال معركة طوفان الأقصى، فقد وضعت ترسانتها العسكرية تحت تصرف تل أبيب، وساهمت بشكل مباشر بتنفيذ ضربات ضد أنصار الله في اليمن وحزب الله اللبناني، كما استمرت في تهديد العراق في حال مواصلة المقاومة ضرباتها ضد الكيان الغاصب، واليوم تحاول أن تظهر للعالم بأنها راعية للسلام وترفض كل أشكال العنف، بعد أن فشل مشروعها في المنطقة بفضل المقاومة الإسلامية، إذ تحاول حفظ ماء وجهها وحماية مصالحها في الشرق الأوسط من الاستهداف.
يُشار الى أن الكثير من البلدان الأوروبية اعترفت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بفلسطين كدولة مما شكل ضغطاً على واشنطن وجعلها في عزلة لا ترغب بها حالياً، سيما مع تشكل لوبيات مناهضة لسياسة واشنطن في جميع أنحاء العالم..
ومع اشتداد الجرائم الصهيونية تصاعدت الدعوات العالمية لوقف عمليات الإبادة الجماعية في غزة وإنهاء الحرب فيها بأقصر وقت ممكن، سيما مع الازمة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة الى توقف التوسع الاستيطاني والعمليات الإجرامية في غزة فوراً، فيما أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن آلاف الايتام في القطاع بين الركام يأكلون الرمال، وهو ما دفع ترامب الى مواجهة الأمم المتحدة وتوجيه اتهامات لها، ما يُعتبر إشارة لخروج منظمة الأمم المتحدة من الرعاية الامريكية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى