عامر المرزوك.. قلب الحلة النابض بالمسرح الجاد

المراقب العراقي/ المحرر الثقافي…
يرى الناقد محمد علي محيي الدين أن الدكتور عامر المرزوك هو قلب الحلة النابض بالمسرح، ففي محراب الخشبة ووميض الفكرة، يسطع اسم الدكتور عامر صباح المرزوك ككوكبٍ مسرحيٍّ يضيء سماء الفن العراقي، لا بوصفه أستاذاً ومفكراً فحسب، بل كقلب نابض بالحلمِ والبحثِ والتوثيق، حملته الحلة من ضفاف الفرات إلى منابر الفكر والجمال.
وقال محيي الدين في قراءة نقدية خص بها ” المراقب العراقي ” إن ” الدكتور عامر صباح نوري مرزوك الطائي ولد في الخامس عشر من كانون الثاني عام 1983 في قلب مدينة الحلة، تلك المدينة التي احتضنته صغيراً ورافقته وهو يشبُّ في كنف والده الراحل الدكتور صباح نوري المرزوك، أحد الأسماء الثقافية البارزة، فكان الحرف أول هدية تلقاها والكتاب أول منبرٍ صعده، والمسرح أول حبٍّ أخلص له” .
وأضاف: إن “عامر أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في مدينته الأم، قبل أن يلتحق بكلية الفنون الجميلة ـ جامعة بابل، قسم الفنون المسرحية، حيث تخرج فيها سنة 2006م، ثم واصل رحلته العلمية متوشحاً بشغف المعرفة، فنال شهادة الماجستير في الاختصاص نفسه سنة 2011م، متفوقاً بمرتبة امتياز، ثم انتقل إلى فضاء عربي رحب في القاهرة حيث حاز شهادة الدكتوراه من المعهد العالي للفنون المسرحية، أكاديمية الفنون سنة 2014، بمرتبة الشرف الأولى في تخصص الدراما والنقد المسرحي “.
وتابع :”ومع عودته إلى العراق، أُنيطت به مهام أكاديمية عدة في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل، منها رئاسة قسم الفنون المسرحية، ثم معاون العميد للشؤون العلمية، حتى تولى عمادة الكلية نفسها، فكان إدارياً مقتدراً وأستاذاً محباً ورفيق دربٍ للطلبة والمبدعين ،لكن الوجه الأكاديمي لم يكن الوجه الوحيد للدكتور المرزوك، فقد كان الكاتب المتعدد، والصحفي المتمرس، والفنان الذي لم ينفصل يوماً عن همّ المسرح العراقي. اُنتخب نقيباً للفنانين في بابل عام 2023، وتولى رئاسة تحرير صحف ومجلات جامعية، وأدار مهرجانات فنية ومسرحية متنوعة منها مهرجان بابل لسينما الأنميشن، ومهرجان جامعة بابل السينمائي الدولي، وملتقى فنون الشارع”.
وأوضح أن”الدكتور عامر أصدر أكثر من ثلاثين كتاباً في النقد والتوثيق المسرحي، تُعدّ من بين أهم المراجع في المكتبة المسرحية العراقية والعربية. كتب عن مسرح ناظم حكمت، ودرس البنية الدرامية عند يوسف العاني، ووثق تجارب أعلام المسرح من أمثال جبار جودي وغالب العميدي وحسن عطية، كما أضاء المسرح المصري والعربي والتركي والعالمي برؤية نقدية ثرية وواعية. كما نشر أكثر من ثلاثين بحثاً محكماً في مجلات علمية عربية وعالمية”.
وأشار الى أن”النقاد يرون فيه صوتاً علمياً رصيناً جمع بين الممارسة النظرية والتطبيقية، وبين الحس الأكاديمي وروح الفنان المتفاعل مع قضايا عصره. كتب عنه عدد من الباحثين دراسات ومقالات في العراق وخارجه، مشيدين بمنهجه التحليلي، واهتمامه بتوثيق التجربة المسرحية، وإعادة قراءة الخطاب الجمالي بوصفه خطاباً ثقافياً ومعرفياً يتجاوز حدود العرض المسرحي إلى فضاءات التأويل والتلقي والمساءلة الفكرية”.
وأكمل :أن” أحد النقاد العرب قال عنه: “عامر المرزوك ليس مجرد باحث أو مؤرخ للمسرح، بل هو ضمير إبداعي يؤمن بأن المسرح فعل حرية وفكر وكرامة”. وقال آخر: “لو جُمعت مؤلفات هذا الشاب لكانت خزانة قائمة بذاتها، تحوي سردية المسرح العراقي كما لم تُكتب من قبل “.
وأتم :”هكذا نقرأ في سيرة الدكتور عامر صباح المرزوك رواية مبدع تشكّل في أروقة الجامعات وبين دفاتر الكتب ومنصات العروض، نراه يتنقل بخفة بين الفعل الأكاديمي والفعل الإبداعي، ومن منبر إلى آخر، مسكوناً بهاجس الارتقاء بالمسرح العراقي والعربي ففي شخصيته تتماهى صفات الباحث بالفنان، والإداري بالمثقف، والمؤلف بالتوثيقي، ليرسم لنا صورة مبهرة لمثقفٍ من طراز خاص، ما زال يخيط من خيوط الشغف سُترَ الإبداع ويمنحها للمسرح العراقي عافيةً وجمالاً وبقاءً”.



