اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

الإعلام يحمل “حطب الفتنة” لإشعاله في المحافظات الجنوبية قبل الانتخابات

مشاريع تمول خارجياً وتدار من الداخل


المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في العراق، بدأت أطراف سياسية بالعزف على وتر الطائفية عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، في محاولة لشحن الشارع وحثه على الانتخاب طائفياً، إذ كثفت جهات سياسية سُنية، حديثها في الآونة الأخيرة عن تصدرها نتائج الانتخابات المقبلة، ليكون منصب رئاسة الوزراء من المكون السُني، في حديث يعكس ضعف سياسيي المحافظات الغربية وفشلهم في بناء قاعدة جماهيرية حقيقية، الأمر الذي يدفعهم الى شحن المواطنين بشعارات تضمن لهم، الحصول على بعض المقاعد في البرلمان القادم.
ومن خلال نظرة بسيطة على الأحداث في العراق، نجد ان الكثير من القنوات الفضائية والصفحات والبيجات على مواقع التواصل الاجتماعي، صبت كل تركيزها على السلبيات في وسط وجنوب العراق “حيث الأغلبية الشيعية”، فهي تسلط الضوء على كل صغيرة وكبيرة، وتحاول ان تصدّرها الى الرأي العام سياسياً وضمن خانة الصراع الشيعي الداخلي، في محاولة لإضعاف المكون الأكبر وتشتيته قبل موعد الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها نهاية العام الجاري.
ويبدو ان هذا التركيز لم يأتِ بمحض الصدفة، بل هو مخطط يمول من الخارج ويدار من الداخل، لخلق فتنة شيعية وحتى يفشل المكون بتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان المقبل، وحتى تتمكن الأطراف الأخرى من تحقيق ما فشلت به خلال السنوات الماضية، الأمر الذي يضع الكتل الشيعية أمام تحديات صعبة تتطلب وقفة جادة وغلق الثغرات أمام محاولات إضعافها، عبر نبذ الخلافات الجانبية وتثقيف المجتمع بخطورة المرحلة التي يواجهها البلاد.
وتقول مصادر مطلعة لـ”المراقب العراقي”: إن “هناك مخططاً يجري تنفيذه حالياً مدعوم بأموال طائلة من الداخل والخارج، لخلق فتنة “شيعية – شيعية” خلال المرحلة المقبلة عبر فتح منصات وبرامج سياسية تسلط الضوء على محافظات الوسط والجنوب”.
وتضيف المصادر نفسها، أنه “ضمن المخطط تتم استضافة شخصيات لساعات وفتح ملفات حساسة تحول البرامج الى صراع يعكس الخلاف الشيعي ويؤجج الشارع”، مبينة: ان “هذا المخطط من الممكن ان يستمر لسنوات عدة حتى يحقق أهدافه”.
وأشارت الى ان “الغرض من هذا المخطط هو زيادة حدة التوتر والانقسام داخل البيت الشيعي، من خلال تحويل أية حادثة الى خلاف شيعي يتم تداولها بشكل متكرر”.
المتتبع لتحركات القوى السياسية في العراق قبل الانتخابات يرى، ان الكتل السُنية بدأت حراكها مبكراً، ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي تركز بشكل واضح على ضرورة المشاركة الفعالة في الانتخابات، ما يعطي انطباعاً بأن سياسيي المحافظات الغربية يطمعون بمزيد من المناصب، على عكس الكتل الشيعية التي تنشغل بصراعات جانبية، قد تستغل من بعض الأطراف، لضرب المكون الأكبر، وسحب البساط من تحته دون ان يدرك.
المحلل السياسي والمقرب من الإطار التنسيقي عائد الهلالي أكد لـ”المراقب العراقي”، أن “بعض الأطراف يريد تحويل الاختلاف في وجهات النظر بين أطراف الإطار التنسيقي الى مشكلة وخلاف عميق، سيما مع قرب الانتخابات”.
وقال الهلالي: إن “هناك من يحاول ان يصطاد بالماء العكر ويخلق حالة من التناحر بين الكتل الشيعية، لكن الأخيرة تمتلك من الخبرة الشيء الكبير، ولا اعتقد انها ستنزلق نحو هذا المنعطف بسهولة”.
وأضاف، ان “الصراع الشيعي – الشيعي مستبعد بشكل كبير جداً، لكن تأثير هذه المخططات سينعكس على المزاج الشيعي عبر مقاطعة الانتخابات، لان المشاركة القليلة وهو ما يسعى اليه الطرف الآخر”.
يشار الى ان العملية السياسية في العراق تواجه، تحديات كبيرة خلال هذه الفترة، سيما مع حالة عدم الاستقرار في المنطقة، ورغبة بعض الأطراف السياسية بالداخل في إزاحة الكتل الشيعية من سدة الحكم بمساعدة خارجية، وهو ما يتطلب توحيد الصف الشيعي، والمشاركة الفعّالة في الانتخابات المقبلة، لتفويت الفرصة على أعداء البلاد، وضمان حقوق الشعب العراقي الذي ينتظر من ممثليه الإيفاء بالوعود التي قطعوها له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى