“دراجات الموت” تحوم حول المدارس بسرعة جنونية وتخطف حياة الطلبة

المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف…
مع بداية العام الدراسي تعود الحركة والحيوية إلى الشوارع والأزقة القريبة من المؤسسات التعليمية، حيث يغدو التلاميذ نحو مدارسهم في أجواء يغلب عليها الحماس والأمل، غير أنه وسط هذه الديناميكية الإيجابية الظاهرة في الشوارع ، تبرز مخاطر الدراجات النارية كعامل مقلق يهدد أمن وسلامة الأشخاص والتلاميذ، خاصة في أوقات الذروة الصباحية والمسائية، ويأتي هذا في ظل تزايد مستعملي هذه الدرجات النارية، والتي أضحت طرقات المدارس تغص بهم وهي حالة بات يعرفها القاصي والداني لكنها مازالت دون حلول.
وتعرف العديد من المناطق في العاصمة بغداد وبعض المحافظات، استفحال ظاهرة استعمال الدراجات النارية بطريقة عشوائية وغير قانونية، فبعض السائقين، خصوصا الشباب، يقودون بسرعات مفرطة دون احترام لقواعد السير، مما يعرض التلاميذ، وخاصة الصغار منهم، لحوادث خطيرة قد تؤدي إلى إصابات بليغة أو حتى وفيات كما حدث أمس الإثنين عندما ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالحديث عن حادثة دهس طفلة كانت متوجهة الى مدرستها .
وفي المدة الاخيرة ارتفعت حصيلة الوفيات جراء حوادث الدرجات النارية ، فيما تبلغ الاعتداءات والسرقات باستعمال هذه الوسيلة هي الأخرى زيادة ملحوظة، وذلك حسب القضايا التي تعلن عنها مديرية المرور العامة.
وقال ضابط المرور حسن جبار : إن” حوادث الدراجات النارية قد اصبحت خلال المدة الاخيرة اكبر من المتوقع حيث سجلت أرقاما عالية وما يزيد من خطورة الوضع هو أن كثيرا من سائقي الدراجات النارية لا يمتلكون رخص السياقة، ولا يضعون الخوذة الواقية، كما يتعمد البعض القيادة بين السيارات أو فوق الأرصفة، غير آبهين بالمارة أو بالأطفال المتوجهين إلى مدارسهم”.
وأضاف: أن” العديد من المدارس الابتدائية ، تتمركز على الطرق العامة، مما يجعلها نقاطا سوداء للحوادث، وقد تم تسجيل حالات دهس أمام أبواب المدارس، أغلبها تسبب فيها سائقو دراجات نارية متهورون وهي حالة نعمل على الحد منها من خلال العديد من الإجراءات القانونية الخاصة بمعالجة تلك الحالات “.
وأشار الى أن” مشكلة الدرجات النارية ليست سهلة الحل بسبب كثرتها في الشوارع العامة فهناك تجاوزات خطيرة تتمثل في عدم الاحترام لقانون المرور والمشاة وسائقي السيارة، مضيفا “لقد رأينا تجاوزات يندى لها الجبين مثل تعطيل للسير وبعض المناورات الخطيرة و إزعاج سائقي السيارات من خلال مطالبتهم بالابتعاد في وقت الازدحام حتى يتمكن أصحاب الدراجات النارية من المرور”.
من جهته قال المواطن محمد هادي : إن “عشوائية قيادة الدراجات في الشوارع تثير المخاوف ولاسيما أمام المؤسسات التربوية، فهناك سلوكيات مقززة، أدت إلى مُشادَّة بينهم وبين المشاة وبين سائقي المركبات، وجرائم اعتداء، موضحا أن بعض مستعملي الدرجات النارية وصل بهم الأمر لضرب أو ركل السيارة التي تعطلهم لكي يبتعد بها سائقها، ويفسح لهم الطريق “.
وأشار إلى أن” أغلب سائقي الدراجات النارية شباب، وقد حولوا هذه الوسيلة التي تستخدم للتنقل إلى أداة للسرقة والاعتداءات، خاصة أمام المؤسسات التربوية، فهم يسوقون بهمجية، تهدد سلامة التلاميذ والأساتذة، فلا يمكن ملاحقتهم، لأنهم يختفون بسرعة ويجتازون زحمة المرور، أو مسالك ضيقة لا تدخلها السيارات وهو يحدث كثيرا في المناطق الشعبية، فيجب زيادة عدد كاميرات المراقبة أمام المؤسسات التربوية من أجل الحفاظ على الطلبة من الموت المحقق بالدراجات النارية “.



