مستشفيات بلا أدوية ومراجعون يجبرون على رحلة البحث بالصيدليات

وصل الأمر إلى المغذيات
المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف..
بعد أكثر من عقدين على سقوط النظام المباد، لم تتغير أحوال المستشفيات كثيراً، بل إن الأنكى والأمر هو انعدام أدوية المرضى في بعض المستشفيات ومنها مدينة الطب، حيث أصبح المراجعون لا يحصلون عليها داخل المؤسسات الطبية، ما يضطرهم الى شرائها من أموالهم الخاصة، وبأثمان عالية، نتيجة عدم وجودها في صيدليات المستشفيات، والتي أصبحت تطلب من المراجعين شراء الأدوية من الصيدليات الخارجية، وقد وصل الأمر إلى المغذيات التي كانت هي أبسط ما تقدمه للمراجعين عند الرقود في أروقة المستشفيات الحكومية.
البعض يرى وجود عمليات تسريب للأدوية من المستشفيات الحكومية إلى السوق السوداء، ليتم شراؤها بأسعار أقل من الصيدليات وبدون وصفات طبية، وهذه الحالة يقر بها الكثير من العاملين في المؤسسات الطبية، وقد تكون أحد أسباب شح الأدوية التي ترتفع أسعارها كلما قلت في المستشفيات، مما يفاقم معاناة المواطن العراقي، بالوقت الذي تشهد فيه المستشفيات الحكومية، نقصًا حادًا بالأدوية وتحمّل المراجعين كلفة شرائها من الصيدليات الخارجية بمبالغ باهظة، وهو ما يجعل المواطن يطلق الشكاوى في حالة تعيد تذكيرنا بسنوات الحصار الظالم .
المواطن علي ناجي قال: “من المعيب ان يعاني المرضى في العراق، من شح العلاج داخل المستشفيات الحكومية التي من المفترض انها توفر الأدوية لهم كحق انساني، فهذه الحالة تجعلهم يعيشون في حيرة من أمرهم، في حال عدم قدرتهم المادية على شراء الدواء والمستلزمات الطبية الأخرى من الصيدليات الخارجية”.
وأضاف: “المعروف ان الكثير من مرضى سرطان الدم يواجهون الموت البطيء جراء شح الأدوية، ويخوضون صراعات مع جبهات متعددة، نتيجة غلاء الأسعار، ولكن الأشد قهراً إلا تجد المغذيات التي هي أبسط الأدوية التي تقدمها المؤسسات الصحية حتى في زمن الحصار وأيام الحروب، داعيًا وزارة الصحة إلى الإسراع بتوفير الأدوية بشتى أنواعها، من أجل الحفاظ على شعبنا من الموت”.
من جهته، يرى المهتم بالشأن الاقتصادي جبار عيدان، ان الميزانية المخصصة لوزارة الصحة في كل عام، تكفي لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية، حيث تبلغ في كل موازنة، أكثر من تريليون دينار وفقًا للجنة الصحة النيابية، إلا أن المواطن لم يلحظ أي تحسن ملموس في قطاع الصحة على أرض الواقع، وأصبحنا نشاهد المستشفيات تطلب من المراجعين شراء الأدوية من الصيدليات الخارجية، وهي حالة يجب العمل على تداركها قبل استفحالها”.
وأوضح، أن “العراق يعد من الدول القليلة في العالم التي يضطر فيها المريض لدفع ثمن علاجه بجميع تفاصيله، من الكشفية حتى شراء الدواء، وهو أمر غريب لم نكن نشعر به والآن بات واقعا على الأرض”.
وأشار الى إن “أغلب البلدان تعتمد نظام الضمان الصحي لعلاج مرضاها، إلا أن العراق لا يزال متأخرًا جدًا في هذا المجال حتى مع وجود نسبة جيدة من المشمولين به من الموظفين والعسكريين والسبب هو تفشي الفساد المالي والإداري في القطاع الصحي خلال السنوات الماضية”.



