مرائب الأرصفة..”احتلال فوضوي” لممرات المشاة ورسوم غير قانونية

المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف…
رغم النفي الرسمي بعدم قانونيتها، إلا أن مرائب “الأرصفة” أصبحت واقعا في الوقت الذي تشهد العاصمة بغداد فوضى متزايدة في تنظيم المواقف، بعدما تحولت الأرصفة إلى مرائب تستغلها بعض المحال والمطاعم بشكل علني ، فضلا عن وجود أشخاص يقومون بالجباية من مالكي السيارات وبرسوم مرتفعة دون أي غطاء قانوني وهذه الظاهرة، تعكس غياب الرقابة وضعف المتابعة من الجهات البلدية والأمنية التي تتغاضى عن ذلك بما يوحي بوجود فساد إداري ومالي، بالإضافة الى انعدام وجود المرائب العمودية الرسمية التي تجبر المواطن على ركن سيارته في تلك الأماكن.
ويرى مواطنون أن هذه المشاهد الموجودة في قلب العاصمة، هي فوضى لا تضر فقط بحقوق المواطنين، بل تسيء أيضاً إلى صورة العاصمة التي يُفترض أن تعكس النظام والالتزام بالقانون، في ظل وجود تحذيرات وعلى مختلف المستويات من أن استمرار غياب التنظيم سيؤدي إلى تفاقم المشكلة التي تحاول أمانة بغداد رمي الكرة في ملعب أشخاص متجاوزين على الارصفة، من خلال نفيها منح أية موافقات لاستئجار الأرصفة أو استخدامها كمرائب لوقوف السيارات.
وقال المواطن سامي علوان: إن” الاستحواذ على الأرصفة يزداد يوميا حتى تحول الى ظاهرة في بعض المناطق وفي المقابل يزداد الضغط على المواطنين، فيما تبقى أمانة بغداد والجهات المعنية بلا خطة واضحة لإدارة ملف المواقف، وبلا رقابة توقف استغلال المساحات العامة كالمرائب التي أصبحت مشهداً يومياً لا يمكن إنكار وجوده على ارض الواقع”.
وأضاف: إن” المشكلة الكبرى هي أن الأرصفة المخصصة للمشاة أصبحت في الوقت الراهن تُستخدم كمواقف خاصة، ومن جهة أخرى تُفرض عليهم رسوم عالية في مرائب معظمها غير مرخّص بحسب بيانات أمانة بغداد التي تؤكد أن الأمانة غير مسؤولة عن هذه الارصفة”.
فيما قال المواطن علي مجيد إن “بعض المطاعم أصبحت تستغل أرصفة المشاة لتحولها إلى مواقف خاصة لزبائنها، ما يجبر المارة على النزول إلى الشارع وتعريض أنفسهم للخطر وهذا الامر موجود في المناطق التجارية مثل المنصور التي يحاول أصحابها استغلال ما موجود من أرصفة للأغراض الخاصة بمطاعمهم”.
وأضاف: إن “الأمانة ذكرت في بيان لها أنها تواصل تنفيذ إجراءاتها الحازمة لإغلاق المرائب المخالفة ومنع أية تجاوزات على الأرصفة ولكن في الوقت نفسه لم تصدر أي غرامة مالية فرضت بحق بعض المحال والمطاعم المخالفة التي سمحت باستغلال الأرصفة لوقوف المركبات وهو أمر يدعو الى إثارة المزيد من الاسئلة وعلامات الاستغراب”.
وأوضح أن ” بعض الاماكن السياحية مثل متنزه الزوراء، الذي يُفترض أن يكون متنفساً مجانياً للعائلات، يُجبر المواطن على دفع ثلاثة آلاف دينار مقابل ركن سيارته داخل المتنزه، بينما تُفرض خمسة آلاف دينار في المواقف المحيطة به، لذلك من المعيب أن تُترك المساحات العامة للاستغلال العشوائي الذي يحوّل الرصيف والشارع إلى مشاريع جباية شخصية بعيدا عن الرقابة والمحاسبة”.



